الخياطة بالليل مباحة في الأصل شأنها شان سائر الأعمال المباحة وليس هناك نص خاص بها يمنع منها ليلا او نهارا ، ولكن إن شغلته الخياطة عن صلاة الفحر أو عبادته صارت مكروهة أو محرمة بحسب الأمر الذي شغلته عنه ، شانها في ذلك شأن سائر الأعمال ، ولا خصوصية للخياطة في ذلك بأي حال من الأحوال .
لكن يذكر بعضهم - كما في قاموس عادات أهل مصر - إلى أمن عادات بعض أهل مصر أنهم يتجنبون استخدام الإبر بعد العصر، معتقدين أن الملائكة الموكَّلة بتقسيم الأرزاق تنزل في هذا الوقت، فتقسم الأرزاق حسب الحالة التي يرون عليها الإنسان، فإذا كان في سعة من العيش زادته سعة، وإن كان في ضيق أعطته على قدره، بحسب اعتقادهم.
كما كانوا يعتقدون أيضًا أن حرفة الخياطة من المهن البائسة والفقيرة، ويكرهون أن تراهم الملائكة على هذا البؤس، فيرزقون على قدر بؤسهم.
ويعتقد آخرون أن الخياطة بالليل تؤذي الأموات، فهم يكرهون أن يخيطوا شيئًا بالليل .
ولا أعلم مدى صحة نسبة هذه العادات إلى أهل مصر أو بعضهم ، وعلى كل حال لو ثبت وجود مثل هذه العادات فلا أساس لها من شرع أو عقل ، ولا يصح متابعتها ، بل قد تصبح الخياطة ليلا مستحبة مخالفة لهذه العادات المخالفة للشريعة .
والله أعلم