لعله من المهم قبل الشروع بالإجابة، لفت نظرك إلى حقيقة مهمة حول الإسلام، حيث أنه منظومة متكاملة لكل ما يتعلق من أمور الحياة، ولكل تشريع فيها سبب سواء أدركنا ذلك في عصرنا أم لا.
والغنيمة من الأمور التي شرعها الإسلام لأسباب واضحة، فهي أموال في العادة توجه لإعداد عدة الجهاد، ولكفاية حاجة المجاهدين، الذين قرروا الالتزام بأمر الله والدفاع عن دينه في وجوه الأعداء، ليتفرغوا لهذه الوظيفة ولا ينشغلوا يأمر الرزق.
ومن الآيات التي تحدثت عن الغنائم، قول الله تعالى في سورة الأنفال: " وَاعْلَمُوا أَنَّمَا غَنِمْتُم مِّن شَيْءٍ فَأَنَّ لِلَّهِ خُمُسَهُ وَلِلرَّسُولِ وَلِذِي الْقُرْبَىٰ وَالْيَتَامَىٰ وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ إِن كُنتُمْ آمَنتُم بِاللَّهِ وَمَا أَنزَلْنَا عَلَىٰ عَبْدِنَا يَوْمَ الْفُرْقَانِ يَوْمَ الْتَقَى الْجَمْعَانِ ۗ وَاللَّهُ عَلَىٰ كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ" الآية 41.
ففي هذه الآية تعليم من الله تعالى للمسلمين، بأمر ما يحصلون عليه من غنائم عند مقاتلتهم العداء. وعليه فإن الغنيمة هي ما يحصل عليه المسلمون من بعد القتال.
والخمس بالآية تفصيلها، أن الغنيمة تقسم إلى خمسة أجزاء جزء يذهب لمن ذكرهم الله تعالى بالآية، والباقي يوزع على من حصلوا على الغنيمة.
والمذكورون بالآية بالترتيب هم:
1- ذي القربى: وهم قرابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، أي: بنو هاشم، وبنو عبد المطلب.
2- اليتامى: وهم أولاء المسلمين الذين مات آباؤهم وهم صغار السن، أي الولد المسلم الذي فقد والده ولم يصل إلى سن البلوغ.
3- المساكين: وهم المسلمين أهل الحاجة.
4- ابن السبيل: وهو المسافر الذي انقطعت به السبل واشتدت حاجته.
وبهذا يكون المعنى الإجمالي للآية، خطاب من الله للمؤمنين يوم بدر يقول فيه: اعلموا أيها المؤمنين أن كل ما حصلتهم عليه من الكفار المحاربين، بغض النظر عن كميته من ناحية الكثرة والقلة، هو حق لكم، ولكن عليكم أن تعطوا خمسه لله ولرسول الله صلى الله عليه وسلم، ولذي القربى والمساكين وابن السبيل، ولهذا عليكم أن تقسموا الغنيمة إلى خمسة أقسام، وقسم من هذه الخمسة هو لله، أي ينفق هذا الخمس في مصالح المسلمين كافة.
وفي هذه الآية درس لنا جميعاً، وهو أهمية استفتاح أمورنا جميعاً بالله تعالى، والتبرك باسمه، وأن ما نحصل عليه من رزق لا بد أن يكون لله نصيب منه، لأنه هو من رزقنا في بداية الأمر.
المصادر
تفسير آيات الأحكام للصابوني
طريق الإسلام