ما هو الحل مع الملل الدائم من الحياة؟

ان تجرب ان تغامر ان تحاول ان تعيش

 

الأجوبة التقليدية على هذا السؤال هي كما يلي: جرّب أنشطة جديدة، غيّر روتين حياتك، جرب الدخول في مجالات جديدة بالقراءة، أشعل فضولك تجاه أشياء لم تهتم لها مسبقاً، مارس الرياضة أو أنشطة جديدة كالتسلق والهرولة مثلاً، تعرّف على أصدقاء جدد.

في رأيي أن المُثري الوحيد ومُغيّر مجرى الحياة هو السفر، استكشاف البلدان الأخرى، أو حتى المناطق الأخرى التي في بلدك التي لم يسبق لك الذهاب إليها. زيارة أماكن جديدة ورؤية أناس جدد غالباً ما يكون تأثيره إيجابي على نفسية الإنسان، وبالمناسبة حين أقول سافر لا أعني أنه يجب أن تكون غنياً أبدا، هناك مجموعة على الفيسبوك للرحالة والمسافرين، أغلبهم يسافرون من خلال إيجاد أرخص الرحلات ويختارون أبسط وأجمل البلدان التي لا تحتاج تأشيرة، أو يختارون أوقات معينة من السنة تكون فيها أسعار التذاكر مخفّضة. حسناً إن كنت ترى أن السفر بعيد المنال إذاً قم بتنسيق رحلات في محيطك، أو استكشاف لباقي مناطق بلدك، فأنا مثلاً لم يسبق لي أن ذهبت إلى إربد أو مادبا ويسرني كثيراً الذهاب وسأعتبرها رحلة استكشافية لي في الشهر المقبل.

الشعور بالملل شيء طبيعي وخصوصاً في أوقات الكورونا هذه، الحجر المنزلي والحظر والتباعد الاجتماعي وإغلاق المقاهي ودور السينما. والخروج من قوقعة المنزل يستدعي بعض الترتيبات، ولكن هذا لا يمنع أن تغامر وتستكشف أموراً جديدة. فمثلاً مع بداية الكورونا ولتعبئة وقت فراغي ورغبةً مني في تجربة أمور صحية أكثر، جربت ممارسة اليوغا، أحببتها جداً وأصبحت جزءاً لا يتجزأ من يومي، تبعث فيّ السلام الداخلي والراحة الجسدية والنفسية وحسّنت كثيراً من جسدي وصحتي ونقاء ذهني. فاليوغا مثال على تجربة جديدة، نشاط جديد ممتع وغير مسبوق ومفيد للغاية. تحلّ ببعض الشجاعة واستكشف العالم. 

الملل ناتج من الروتين، دعني أبدأ بتعريف الروتين أولاً، الروتين أو الدائرة المفرغة أو نظام برمجته لنفسك كل يوم من دون الخروج من هذه الدائرة تبقى عالقاً فيها ترى الأشياء نفسها كل يوم وتفعل نفس الشيء كل يوم.... وهكذا تبدأ تشعر بالملل من هذه المنطقة المغلقة. لكن من أغلقها، من معه مفتاح هذه الدائرة. الإجابة بسيطة أنه أنت.

هل فكرت يوماً في فعل شيء جديد لكنك قلت لنفسك أنه صعب وأنك لن تنجح..... أنت هنا تمنع نفسك من الخروج من هذه الدائرة. هل فكرت في قراءة كتاب وقلت لنفسك أنه طويل أو مملل أو كثير الفلسفة، أو أردت أن تتعلم كيفية الرسم لكن قلت لنفسك أنه صعب ويحتاج عبقرياً وملهم أو..... لكن....... هذا صعب......... مستحيل. مبروك أنت على الطريق الصحيح للبقاء في هذه الدائرة المفرغة المملة إلى الأبد.

سواء كنت ستنجح أو لن تنجح جرب ما الذي ستخسره... الوقت؟؟!؟ ألست تشعر بالملل من فراغ الوقت.... أنك لست موهوب؟؟!.! هل تظن أنك ستنجح من أول محاولة... هل تظن أن الناجحين نجحوا من أول مرة بسبب الموهبة، لقد فشلوا أكثر منك لكنهم تابعوا المحاولة. لست شغوفاً في فعل هذا..؟؟؟!! ابحث عن شيء أنت شغوف فيه و يفيدك ويفيد الناس.  

طبيعة الحياة فيها روتين سواء كان في العمل أو حياتنا اليومية وهذا شيء طبيعي أن يكون في روتين.
الملل من الحياة إذا دل على شيء فهو دليل على عدم وضوح الأهداف لذلك حتى يصبح تجدد في الحياه ضروري وضع هدف معين والسعي لتحقيقه ولو هدف بسيط جداً فشعور بالإنجاز فإن ذلك يعطي شعور بالتجدد والتغير.

ابتعد عن الروتين، او ابحث عن روتين تحبه 
رتابة الأحداث تسبب الممل فإما أن تتخلص منها أو تبدأ بعمل أشياء تحبها وتشعر بشغف باتجاهها فهذا كفيل  بأن يبعد الملل حتى وإن تكرر الشيء ذاته كل يوم