الأفضل في هذه الساعة هو الدعاء بشكل عام لأنها ساعة استجابة دعاء والذكر وإن كان له فضيلته ولكن كل شيء في وقته الفاضل أنسب .
جاء في الحديث عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (يَوْمُ الجُمُعة ثِنْتَا عَشْرَةَ سَاعَةً ، لاَ يُوجَد فِيهَا عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ الله شَيْئاً إِلاَّ آتَاهُ إِيَّاهُ ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ العَصْر) رواه أبو داود والنسائي .
وكان السلف حريصون على تحري هذه الساعة بالدعاء والتفرغ فيها لمناجاة الله ، كما ورد عن اسعيد بن جبير رضي الله عنه أنه كان يمكث في المسجد يدعو ولا يكلم أحداً.
ولكن عليك أن تعلم أن الدعاء نوعان :
- دعاء مسألة وهو الذي يطلب العبد فيه من الله ما له فيه رغبة وخي ونفع سواء من أمور دنياه أو آخرته .
- دعاء ثناء وهو الذي فيه ثناء على الله وتمجيد وحمد ، فهذا دعاء أيضاً وهو أشرف النوعين ، وما قلت إنه ذكر قد يكون من دعاء الثناء والعبادة ، فحمد الله في هذه الساعة المباركة هو من الدعاء واستغفاره هو من الدعاء والصلاة على النبي عليه السلام هو من الدعاء وتسبيح الله هو من الدعاء .
جاء في الحديث عن أبي بن كعب رضي الله عنه قال قَالَ :" قُلْتُ : يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أُكْثِرُ الصَّلَاةَ عَلَيْكَ فَكَمْ أَجْعَلُ لَكَ مِنْ صَلَاتِي ؟ فَقَالَ : مَا شِئْتَ . قَالَ قُلْتُ الرُبُعَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ النِّصْفَ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قَالَ قُلْتُ فَالثُّلُثَيْنِ ؟ قَالَ : مَا شِئْتَ فَإِنْ زِدْتَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكَ . قُلْتُ أَجْعَلُ لَكَ صَلَاتِي كُلَّهَا ؟ قَالَ : إِذًا تُكْفَى هَمَّكَ وَيُغْفَرُ لَكَ ذَنْبُكَ . " ( رواه أبو داود وغيره ) .
وفي الحديث الاخر " خَيْرُ الدُّعَاءِ دُعَاءُ يَوْمِ عَرَفَةَ، وَخَيْرُ مَا قُلْتُ أَنَا وَالنَّبِيُّونَ مِنْ قَبْلِي: لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ لَهُ، لَهُ المُلْكُ وَلَهُ الحَمْدُ وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ " .
وفي الحديث أيضاً " أَفْضَلُ الذِّكْرِ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ ، وَأَفْضَلُ الدُّعَاءِ الحَمْدُ لِلَّهِ " .
فلا تعارض بين الذكر والدعاء لأن الذكر في غالبه نوع من الدعاء .
والله أعلم