ما معنى مبدأ الاستخلاف في المال؟

1 إجابات
profile/غادة-شمسي-أم-مريم-1
غادة شمسي أم مريم
كاتبة في المجال الديني و الفقهي
.
١٧ نوفمبر ٢٠١٩
قبل ٥ سنوات
الإنسان خليفة  الله في أرضه ،فهو مؤتمن عليها ومكلف بإعمارها ،وبإخراج ثرواتها ،
ففي الحديث "اطلبوا الرزق في باطن الأرض" سواء بالإستزراعأم باستخراج مافي باطنها .
ويتناوب هذه الأمانة جيلا بعد جيل  ، فإن أساء جيل التعاطي مع هذه الأمانة أخل في الميزان وظهر الفساد في البر والبحر ، قال تعالى : ﴿ألا تطغوا في الميزان ﴾ 
والمال جزء من هذه المنظومة المستخلف فيها ،
وهو بحقيقته ملك الله تعالى :﴿. وأنفقوا مما جعلكم مستخلفين فيه ﴾
﴿ وآتوهم من مال الله الذي آتاكم ﴾
والإنسان مسؤول عن كيفية حصوله على المال وعن كيفية إنفاقه ،
فالمال لصالح الإنتاج لا العكس ،
ولذا كان الربا حراما لأنه يولد المال من المال ،
ويعد كنز المال حراما لأنه يعطل المال عن وظيفته .
وإن احتكار المال بيد قلة قليلة يخالف نهج الإسلام  لأنه يحصر المال في جماعة ويحرمه عن باقي طبقات المجتمع ،وقال عنه ربنا تعالى : ﴿ كي لا يكون دولة بين الأغنياء منكم ﴾
فقانون الزكاة  جاء ليتم التوزيع العادل للثروة لاليكرس الواقع ،
قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه " إذا أعطيتم فأغنوا" أي من أموال الزكاة ، أي ادفع عن معسر كل ماعليه من دين لينهض من جديد 
وأعط عاملا ليبني له حرفة خاصة يستغني بها عن السؤال ،
وإنك حين توزع زكاتك قليلا هنا وقليلا هناك أسقطت عنك فرض الزكاة لكنك لم تعط الزكاة روحها ، وإن روح الزكاة أن تهدم الفوارق بين الناسالمادية والمعنوية،
وفي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم عن قوم أبا موسى الأشعري رضي الله عنه : "إن الأشعريين إذا أرملوا في الغزو أو قل طعام عيالهم في المدينة حملوا ما كان عندهم في ثوب واحد  ثم اقتسموا بينهم في إناء واحد بالسوية ،
فهم مني وأنا منهم " رواه مسلم 
وأخيرا إن تحقيق وظيفة وروح الإستخلاف بالمال فيه خير البشرية جمعاء ،
وإن التنكب عن هذه الروحية فيه شقائها ..