روت عائشة كما في صحيح البخاري عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال (خَمْسٌ مِنَ الدَّوَابِّ، كُلُّهُنَّ فَاسِقٌ، يَقْتُلُهُنَّ في الحَرَمِ: الغُرَابُ، والحِدَأَةُ، والعَقْرَبُ، والفَأْرَةُ، والكَلْبُ العَقُورُ).
وقد اختلف العلماء ُ في تخصيص قتل نوعِ معين من الغربان كما ورد في رواية للنبي صلى الله عليه وسلّم بقتل الأبقع منها ولكن العلماء رضوان الله عليهم تباينوا في تعريف الأبقع فذهب البعضُ إلى أنه شديد السواد وقال آخرون أنه المحتوي على بقع بيضاء في جبهته أو في بطنه. ولكنهم اجمعوا واجتمعوا على أنّ العلة في قتلها كونها مؤذية وضارة متعدية الضرر على الإنسان والحيوان والنبات.
وفي حال تبين الضرر من الغربان كأن تُتلف الزروع أو تُهاجم بعض الأنعام أو تنقل الأمراض إذ أن بعضها يقتات على الجيف والجثث وقد يكون ذلك سببا في نقل الأمراض فحينها يُصبح قتلها واجبا وضرورة، ولكن يجب ألا ننسى أن "الرفق ما كان في شيء إلا زانه و ما نُزع من شيء إلا شانه" لذا يجبُ أن نُحسن في القتل فلا نُعذب ولا نُنكل ولا نحرق بالنار وأمرنا فالهدف هو إيقاف الأذى والضرر وليس اللهو واللعب فقد نهى النبي صلوات ربي وسلامه عليه عن اتخاذ الحيوانات أهداف للرماية والصيد كما صحّ من رواية عبد الله بن عباس كما في صحيح مُسلم أنه صلى الله عليه وسلّم قال (لا تَتَّخِذُوا شيئًا فيه الرُّوحُ غَرَضًا).
فالدينُ الإسلامي دينُ رأفة ورحمة والرسول عليه الصلاة والسلام هو الرحمة المهداة قال تعالى: (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ (107) سورة الأنبياء) والعيش الكريم وبناء المجتمع والحفاظ على صحة الإنسان وعلى النباتات والحيوانات التي تُشكل سلاسل غذائية مهمة وضرورية في بقاء الإنسان والحفاظ عليه ليكمل مسيرته في تحقيق الاستخلاف وعمارة الأرض هي من أولويات وضرورات الدين.
15 مشاهدة
