لا أنكر بأن الاستعداد للموت فكر يراودني في كل فترة وحين ودائمًا أوجه هذا السؤال لنفسي ما هو استعدادي وما كيفيته، وحتى أكون صريحة فالاستعداد للموت في كل فترة يختلف باختلاف المعرفة التي اكتسبها،
وحاليًا يتمحور مفهوم الاستعداد للموت بالنسبة لي حول لقاء الله بقلب سليم، حيث استمددت هذا الشعار من قوله تعالى (
يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)، فالاستعدام للموت بالنسبي لي العمل على امتلاك قلب سليم خالي من الشرك والحقد والأنانية والبغض، مليء بالرحمة والمحبة، ومن الأمور التي أعمل عليها لأحافظ على أن ألقى الله بقلب سليم:
- التوجه لله بالعبادة والدعاء أن يكون السند والعون في هذه الدنيا لي ليثبتني على الطريق سليم قدر الإمكان.
- الاستغفار عن الذنوب قدر الإمكان والبحث في الذات وعن مواضع الخلل ومحاولة إصلاحها والابتعاد عن أسباب ضيق العقل والقلب والفكر، خاصة السلوكيات السلبية من مثل البغض والظلم وعدم مخافة الله في الناس.
- تزكية ما لدي من صحة عن طريق تقديم المساعدة البدنية في الأمور المختلفة لمن حولي إما لأهل البيت أو لمن يحتاج المساعدة خارج دائرة الأسرة.
- تقديم المساعدة اللازمة المعنوية والمادية لمن هو محتاج لها.
- إعطاء الحياة وما فيها من زينة قيمتها الحقيقية، فالمال وما يرتبط به من أمور ليس بالأمر الأهم وإنما القيمية تكمن في معنى الحياة في الاستخلاف في الأرض ويمكن تحقيق الاستخلاف من وجهة نظري بوضع ما رزقني الله من علم ومعرفة وصحة وقدرات ومهارات في مكانها الصحيح والذي يسمح بإيجاد أثر إيجابي مهما كان هذا الأثر بسيط.
هذا ما يعنيه استعداد الموت بالنسبة لي في الوقت الحاضر ولا أدري ما هي المعرفة التي قد اكتسبها لاحقَا وتكون سبب في تغير هذه النظرة إلا أنني متأكدة وواثقة بأنه كلما زاد علمي سيزداد ويتسع مفهومي للاستعداد للموت، فالموت أمر لا نعرف عنه الكثير و
الاستعداد له مرتبط ارتباط كبير بما لدينا من إيمان وتوجه وفكر، والقدرة على تقبل فكرة الموت، فغالبًا الشخص الغافل عن الموت أو الذي يستبعده عن فكره إما خوفًا أو لعدم إدراكه لمفهوم الحياة هو فاقد لفكرة الاستعداد كليًا، وأنا من الأشخاص الذين اكتسبت هذا المفهوم من فترة حديثة نسبيًا بعد مدة من القراءات المرتبطة بالنفس والدين، والصراع الداخلي بين ما أريد وما لا أريد، فالموت أمر عظيم ومهيب لا يمكن التفكير فيه بطريقة منطقية إلا إذا توصلت لوعي ذاتي كامل بالنفس وطورت ما لديك من توجه روحي إيماني، فكلما كان الإيمان بالله أقوى كلما كان الاستعداد للموت أمر ممكن إدراكه نسبيًا.