ما معنى (اللهم إني أسألك العفو والعافية)

1 إجابات
profile/دمحمد-الطويل-1
د.محمد الطويل
دكتوراة في الفقه وأصوله (٢٠١٠-٢٠١٣)
.
٣٠ يناير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
هذه العبارة هي جزء من دعاء ورد بأكثر من صيغة عن النبي عليه الصلاة والسلام منها :

-  عن ابن عمر رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمَا: أنه قال: (لَمْ يَكُنْ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَدَعُ هَؤُلاَءِ الدَّعَوَاتِ حِينَ يُمْسِي، وَحِينَ يُصْبِحُ: (اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ، اللَّهُمَّ إِنِّي أَسْأَلُكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي دِينِي وَدُنْيَايَ وَأَهْلِي وَمَالِي، اللَّهُمَّ استُرْ عَوْرَاتي، وآمِنْ رَوْعَاتي، اللَّهمَّ احْفَظْنِي مِنْ بَينِ يَدَيَّ، ومِنْ خَلْفي، وَعن يَميني، وعن شِمالي، ومِن فَوْقِي، وأعُوذُ بِعَظَمَتِكَ أنْ أُغْتَالَ مِنْ تَحتي) (رواه النسائي وابن ماجه وغيرهما وحسنه العلماء ).

- وجاء في الحديث من دعاء النبي عليه الصلاة والسلام "اللَّهُمَّ إنِّي أسْألُكَ اليقين والعفو و الْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ " (رواه الترمذي وغيره).

ويمكن أن يقال : أن سؤال الله " العفو " فيه معنى طلب التجاوز عما سلف من تقصير من أمور دينه ودنياه ، فهو يسأل الله أن يتجاوز عما وقع منه من معاص وغفلات ونسيان سواء من أمر دينه كتقصير في صلاة أو صيام او عبادة معينة ،او خطئه مع زوجته أو رحمه .

أما سؤال الله " العافية " فيه طلب الوقاية عن الآفات فيما هو باقٍ من حياة العبد سواء في أمور دينه أو دنياه ، ففيه سؤال الله العافية من فتنة الأهواء والشهوات ، وسؤال الله الله العافية من ابتلاءات الدنيا ومصائبها .

قال الشوكاني "  العافية: جميع ما يدفعه اللَّه تعالى عن العبد من البلايا والمحن كائنة ما كان " 
 
ولما كان الدعاء بهذا الشمول كان هذا الدعاء من جوامع الكلم وكان من الأدعية التي حرص النبي على تعليمها للصحابة رضي الله عنهم .

 
فعن العباس بن عبدالمطلب رضى الله عنه أنه جاء للنبي صلى الله عليه وسلم فقال: ((يارسول اللَّهِ، عَلِّمْني شَيْئاً أَسْأَلُهُ اللَّه تَعَالى، قَالَ: ((سَلُوا اللَّه العافِيةَ))، فَمكَثْتُ أَيَّاماً، ثُمَّ جِئتُ فَقُلْتُ: يا رسولَ اللَّه: علِّمْني شَيْئاً أَسْأَلُهُ اللَّهَ تعالَى، قَالَ لي: ((يَا عبَّاسُ، يا عمَّ رَسولِ اللَّهِ، سَلُوا اللَّه العافيةَ في الدُّنْيا والآخِرةِ) ( رواه أحمد في المسند) .

وفي مسند الإمام احمد أيضاً : "أن رجلاً ((جاءَ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم، فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ)) ثُمَّ أَتَاهُ مِنَ الْغَدِ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ))، ثُمَّ أَتَاهُ الْيَوْمَ الثَّالِثَ فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَيُّ الدُّعَاءِ أَفْضَلُ؟ قَالَ: ((تَسْأَلُ رَبَّكَ الْعَفْوَ وَالْعَافِيَةَ فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ، فَإِنَّكَ إِذَا أُعْطِيتَهُمَا فِي الدُّنْيَا، ثُمَّ أُعْطِيتَهُمَا فِي الْآخِرَةِ فَقَدْ أَفْلَحْتَ) ".

والله أعلم