يختلف التهاب الأعصاب الفيروسي عن البكتيري من حيث الأعراض، ووقت الاصابة، والعلاج بشكل أساسي.
للتفرقة بينهم سأقوم بذكر التهاب العصب الدهليزي (العصب المغذى من الأذن) كمثال على الفروقات بينهم. التهاب العصب الدهليزي عادة ما تكون بسبب فيروس وليس بسبب بكتيريا. في حين أن علامات العدوى البكتيرية والفيروسية قد تكون متطابقة الى حد ما في هذا المرض كون الخلل واحد في كلاهنا، هناك علاجات مختلفة لكل منهم بالتأكيد، لذلك من المهم أن يتم الفصل بينهما بشكل جيد.
في التهاب البكتيري، يتم إنشاء السموم التي تدخل الأذن الداخلية من خلال النوافذ في الجهاز السمعي بواسطة البكتيريا التي تغزوا الأذن الوسطى. التهاب العصب البكتيري هو نتيجة للعدوى المستمرة في الأذن الوسطى التي تنتقل مع مرور الوقت عليها دون أن تعالج بشكل جيد بالمضادات الحيوية (وهذا الأمر لا يحدث في التهابات الأعصاب الفيروسية). وقد ينتج التهاب قيحي حيث يتم اختراق الجزء من الأذن من قبل البكتيريا أو نتيجة لالتهاب السحايا الجرثومي، فكما تلاحظ بالعادة يأتي الالتهاب من غزو البكتريا تدريجياً من مكان آخر الى العصب ليؤدي الى التهابه وظهور الأعراض. وقد يتأثر كلا الأنين بالالتهاب
التهابات الفيروس لأعصاب الأذن الداخلية هي أكثر شهرة من الالتهابات البكتيرية، قد تحدث العدوى البكتيرية للأذن الداخلية بسبب اضطراب فيروسي مزمن، أو قد يقتصر الفيروس على التهاب العصب فقط. عادة، وأذن واحدة فقط تتأثر بالعادة. نظرا لصعوبة أخذ عينات من العصب، فقد يصعب التميز بين مختلف الفيروسات، ويمكن للفيروس إصابة أعصاب أخرى مختلفة في الجسم قد تكون بعيدة أو قريبة من مصدر الفيروس، وهذا ما يميزه عن البكتيريا، كون البكتيريا فقط تنتقل في المناطق المجاورة "بالعادة" ولا تنتقل الى مكان بعيد الا إذا انتقلت عبر مجرى كالأوعية الدموية وهكذا.
قد تكون تأثيرات التهاب العصب الفيروسي أو البكتيري معتدلة إلى شديدة، مثل الغثيان والتعب ومشاكل الرؤية وطنين الأذن وضعف التركيز، والدوخة المعتدلة إلى الشعور العنيف بها. عادة ما يكون هناك ظهور سريع جدا من الأعراض في حالة الالتهاب الفيروسي مع الدوخة الشديدة التي تحدث فجأة خلال الأنشطة الروتينية اليومية. وأعراض الالتهاب الفيروسي قد تكون مزمنة بشكل أكبر من البكتيري، ولكن هذه يختلف حسب نوع الفيروس أو البكتيريا.
بالنسبة للعلاج، أولاً، يتم العلاج الأعراض، يتم استخدام ثلاث أسابيع من methylprednisolone للتخفيف من أعراض الدوخة، ويتم إيقافه تدريجياً، ويمكن استخدام أدوية مثل meclizine، الديازيبام (الفاليوم)، lorazepam في جميع الحالات المشتبهة سواء فيروسية أم بكتيرية. في حال الشك في وجود بكتيريا، يتم العلاج بالمضادات الحيوية مثل جنتاميسين أو كليندامايسين، أو بيتا لاكتام حسب البكتريا التي يشك بتواجدها وحسب العصب المتأثر بشكل عام. وبالعادة يتم تعافي المريض في خلال أقل من أسبوع (حسب الحالة) إذا كان السبب بكتيريا بعد استخدام المضادات.
في حالة التهاب الأعصاب الفيروسي، بالعادة ما يكون الفايروس المسؤول هو الهربس أو الانفلونزا، يتم استخدام اسايكلوفير في حال وجود الهربس، ويتم استخدام أوسيلتاميفير (تاميفلو)، زاناميفير (ريلينزا)، بيراميفير (رابيفاب) أو بالوكسافير في حال الانفلونزا المشتبهة في المريض، قد تستمر العدوى في حال وجود الالتهاب الفيروسي حتى مع العلاج، وقد تحدث مرة أخرى، وذلك قد يكون بسبب خمود الفيروسات في الأعصاب لمدى الحياة وظهروها في أول فرصة لضعف المناعة.
للمزيد من المعلومات عن:
يرجى الضغط على السؤال المراد معرفة المزيد عنه.
المصادر المرجعية: