يقول هاروكي موراكامي : " لا أندفع في القراءة كأنيني في سباق, بل أعيد قراءة الاجزاء التي أعتقد أنها الاهم حتى أفهم مغزاها."
إنني أؤمن إيماناً تاماً أن القراءة لا يجب أن تُصنف كهواية, بل ضرورة, وأعتقد أنه يجب على أطفالنا أن يعتادوا القراءة منذ نعومة أظفارهم.
ولكن ليس شرطاً إذا لم يعتد عليها منذ صغره ألا يعتاد عليها لاحقاً, فمن تجربتي أقول إنه يمكن لشخص أو كتابٍ مثلاً أن يلهمك فتصبح قارئاً نهماً .
والقراءة تفتح آفاقاً للقارئ ليطور تفكيره وتغذي عقله وتُنضِج شخصيته, وتغير مسار تفكيره فيتأمل نفسه وفي كيفية خلقه وفي الكون وفيما يجري حوله. فعندما يقرأ في العقيدة فإنه يعرف سبب وجوده في هذه الحياة ويعلم من محرك هذا الكون وخالقه ويهتدي لأداء عباداته وبالتالي تتغذى روحه باحتياجاتها.
وعندما يقرأ في علم النفس فإنه يتعلم كيف يتعامل مع نفسه ومشاعره وكيف يدير عقله وقلبه, ويتعلم كيف يتعامل مع الآخرين ويعلم احتياجاتهم النفسية وبالتالي ينجح في تكوين علاقات مع أسرته وزوجته وأطفاله فيخرج جيل متوازن نفسياً, ومع زملائه في العمل ومع اصدقائه.
ويقرأ في مجال ريادة الاعمال والاقتصاد والتسويق والتجارة في الاسلام, فينجح في عمله ويحقق أرباحاً وينمو ويتطور وينتج مالاً حلالاً فيطعم أولاده منه فتعم البركة في أسرته.
ويقرأ في السياسة والقانون فيعلم ما يدور حوله من أحداث, ويكوِن موقفه السياسي وينتج مواطن واعٍ لحقوقه وواجباته وتقل الجريمة في المجتمع.
ويقرأ في الطب والزراعة والصناعة فيطور من عمله وينمي مجتمعه ويزدهر.
ويمكنه أن يقرأ الروايات والقصص فينمي الخيال والابداع لديه ويملأ وقت فراغه, ومهما كان المجال الذي يقرأ به فإنه ينمي بذلك مفرداته ويقوي لغته فيصبح متكلماً قادراً على المحاورة.
أي أن القراءة تنمي شخصيتنا في كل المجالات ..
إن أهم ما يعجبني في القراءة أنك مهما قرأت ستستفيد حتى وإن لم تلمس ذلك في الوقت الحاضر فلا بد لها أن تطور فيك شيئاً ستلاحظه مع الزمن, عدا عن ذلك فإن الكتب أصدقاء لنا عند وحدتنا فكما يقول سي .اس.لويس : " نقرأ لنعرف أننا لسنا وحيدين"
كما أنني أتخذها منفساً من ضغوطات الحياة لأنها تُشعرني أنني أختفي في عالم آخر تماماً، فكلما شعرت بالضيق أذهب فوراً لقراءة كتاب أحبه فأشعر به يواسيني..