الإسلام كله حكمة ، فلم يأمر بأمر إلا وفيه مصلحة الفرد والجماعة، ولم ينه عن أمر الا وفيه أيضا مصلحة الفرد والجماعة ، وجاءت من حكمة هذا الدين العظيم ربط العبد بخالقه من خلال عبادات يتواصل بها المخلوق مع الخالق .
وبالعبادات ومنها الصوم ارتقاء بالبشر جسدا وروحا عن التعلق والإلتصاق بالأشياء وربطها ولصقها فقط بحب الله والتعلق فيه والتوجه إليه وبالتالي نيل ما تريد بسهولة فأنت مع المالك الحقيقي والمعطي والمانع الحقيقي لا مع غيره.
وعبادة الصوم هي عبادة معروفة لكل الاقوام السابقين قبل دين الاسلام ولكن جاء محمد من عند ربه بتشريع للصوم فيه الرفعة والسمو وأيضا القدرة على أن يؤديها الانسان بسهولة ويسر قال تعالى:" يا أيها الذين آمنوا كتب عليكم الصيام كما كتب على الذين من قبلكم لعلكم تتقون".
كما أن عبادة الصوم وغيرها من العبادات تهدف الى توحيد الأمة فالكل صائم والكل يمتنع عن المحرمات في نهار رمضان ، فهذه العبادة البدنية هي عبادة جماعية تنتقل بالناس ومجتمع الصائمين الى توحيد واجتماعية قلوبهم كما اجتمعت ابدانهم وبالتالي للمودة والمحبة العامة.