لان الانسان المسلم يعطي وينفق مما اعطاه الله تعالي من خيرات ينفقها على الفريق ويعطي من زكاتها لمن هم محتاجين، وفي ذلك بيان على اهمية الزكاة وهي من اهم العبادات المالية التي يقوم بها المسلم.
لقد قرن الله سبحانه وتعالى الزكاة بالصلاة بأكثر من ستين موضعا في القرآن الكريم.
وسبب ذلك هو ان الصلاة وهي التي تصل العبد بربه تحتاج اقتران شيء آخر معها كي يكون هناك عبادة للجسد ثم عبادة للمال ، وكلا العبادتين ترتبطان بالروح فكما أن الجسد يقوم بحركات الصلاة فلا بد للروح من الشعور بماهية هذه العبادة وأنك الآن ترتبط بخالقك أثناء تأديتها.
ايضا دفع المال الواجب يجب أن يقترن بالاستشعار بأنك تدفع والله يعطيك على ما تدفع خير الجزاء ويثيبك خير الثواب.
فالاقتران بينهما هو كما أن هناك تطهير للجسد وعبادة له، ايضا هناك عبادة للمال يجب ايضا ان تطهره.
والصلاة حق لله على العبد والزكاة حق لله وللفقير على العبد الغني.
فلا يعقل تخيل اقامة صلاة دون تأدية زكاة وهذا يدلل على مكانة تلك العبادتين حيث انهما جاءتا مباشرة بعد النطق بالشهادتين ، وان تعطيل الصلاة والزكاة هو تعطيل للحياة ، وايضا بالمقابل فإن تأديتهما هو دفع للحياة قدما للأمام.
الصلاة والزكاة ركنان متلازمان من أركان الإسلام وهما متتابعين فالركن الثاني هو إقامة الصلاة والركن الثالث هو إيتاء الزكاة، فمن هنا نستطيع أن نستنتج مدى الارتباط بين هذين الركنين واقترانهما ببعضهما. فلو أردنا التمعُّن قليلا حول شخص يصلٍّي ويزكِّي وشخص يصلِّي ولا يزكِّي لوجدنا أن الأول أكثر اكتمالاً وحرصاً في تطبيق أحكام الإسلام، وبالتالي هو الأجدر بالقبول والمغفرة وكذلك لا لذَّة في الصلاة إن لم تنفق وتتصدق وتُزكِّي، فالله - تعالى - يقول " لن تنالوا البِرَّ حتى تنفقوا مما تحبون "، فمن الحكمة ومن باب الحرص على قبول هذين الركنين لا بد من تأديتهما والالتزام بهما.
الزكاة هي الركن الثالث من أركان الإسلام و هي إخراج جزء معلوم من مال الغني واعطاؤه للفقير . وقد وردت الزكاة في القرآن مقترنة بالصلاةفي مواضع كثيرة و الحكمة من اقترانهما : اثبات أهمية الزكاة و تشجيع اللمسلمين الأغنياء على الإنفاق وأن الفقراء لهم حق في هذا المال إخراج الزكاة دليل على أخلاص المنفق لله فهو مطيع لربه