ما الأشكال التي يمكن أن يتشكل بها الشيطان؟

الجن مخلوق في الأصل من نار، وقد جعل الله جرمهم لطيفاً ومنحهم القدرة على التشكل، فهم يتشكلون في صورة الإنس أو في صورة البهائم.

قال ابن تيمية رحمه الله (والجن يتصورون في صور الإنس والبهائم، فيتصورون في صور الحيات والعقارب وغيرها، وفي صور الإبل، والبقر، والغنم، والخيل، والبغال، والحمير، وفي صور الطير، وفي صور بني آدم).

وقد جاء في السنة الصحيحة تشكل الشيطان في الصور التالية:

1. في صورة إنسان:
- حيث تصور إبليس في صورة شيخ نجدي أثناء اجتماع قريش في دار الندوة لمناقشة ماذا يفعلون برسول الله صلى الله عليه وسلم، وأيد اقتراح رأي أبي جهل بقتل رسول الله صلى الله عليه وسلم.

- وتصور إبليس في صورة سراقة بن مالك أثناء خروج قريش لغزوة بدر وأخبرهم أنه جار لهم من الناس وبقي معهم يحرضهم على قتال جيش المسلمين فلما رأى الملائكة هرب حتى أتى البحر.

- وكذلك في قصة الشيطان مع أبي هريرة رضي الله عنه لما أراد سرقة مال الصدقة الذي وكل رسول الله أبا هريرة بحراسته، فأمسكه أبو هريرة ثلاث ليال حتى علمه في الليل الثالثة قراءة آية الكرسي قبل النوم لتحفظه من الشيطان حتى يصبح!

وهناك شواهد أخرى على ذلك.

2. في صورة حياة:
كما ورد في قصة الشاب الأنصاري الذي قتل حية في بيته فالتفت عليه وقتلته وكانت جناً، ونهى رسول الله عن قتل جنان البيوت يعني الحياة الصغيرة في البيوت وعلل ذلك في حديث آخر بقوله عليه السلام (إن بالمدينة جنّا قد أسلموا، فإذا رأيتم منهم شيئاً فآذنوه ثلاثة أيام، فإن بدا لكم بعد ذلك، فاقتلوه، فإنما هو شيطان).

وهذا يدل أن تصور الجن بصورة ثعبان أو حية ليس خاصاً بالشيطان الكافر بل قد يتصور به الجن المسلم أيضاً، لذلك نهى رسول الله عن قتلها قبل إعلامه وإنذاره لئلا نؤذي المسلم منها، فإذا أصر على البقاء فإما أن يكون شيطاناً أو حية فعلاً وكلاهما مشروع قتله.

3. في صورة كلب أسود: كما جاء في الحديث عند مسلم أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "الكلب الأسود شيطان".

وكان رسول الله أمر بقتل كل الكلاب ثم نهى عن ذلك إلا الكلب الأسود فأمر بقتله وعلل ذلك أنه شيطان.

قال ابن تيمية رحمه الله: الكلب الأسود شيطان، والجن تتصور بصورته كثيراً، وكذلك بصورة القط الأسود، لأن السواد أجمع للقوى الشيطانية من غيره، وفيه قوة الحرارة.

4. في صورة فيل:
كما جاء في حديث معاذ بن جبل رضي الله عنه قال (ضم إليّ رسول الله صلى الله عليه وسلم تمر الصدقة، فكنت أجد فيه كل يوم نقصاناً، فشكوت ذلك إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال لي: هو عمل الشيطان فارصده، فرصدته، فأقبل في صورة فيل، فلما انتهى إلى خلل الباب، دخل من خلل الباب في غير صورته، فدنا من التمر فجعل يلتقمه، فشددت عليّ ثيابي فتوسطته).

والله أعلم