كل من يسمع بصخرة تدعى موائد الشيطان تحاصره الأسئلة من كل حدبٍ وصوب: مم تتكون هذه الصخرة؟ وأين من الممكن أن نجدها؟ وما علاقة الشيطان بها؟ ترى هل هي موائد للشيطان فعلًا؟ هل تشبه موائد الشيطان أم أن أحدهم كان عابر سبيل فرأى الشياطين مجتمعة حولها وحدّث عنها؟ هل هي مخيفة أم أنه لا علاقة للشيطان بها وما هذه التسمية إلا موروثات ومما نقله فلان عن فلان؟ لكن ما الفائدة من وجودها ولماذا تأخذ حيّزًا في عالم الجغرافيا؟ كل هذه التساؤلات وأكثر سأجيب عنها هنا.
تتكون هذه الصخرة العجيبة من عدة طبقات، ما يميزها عن غيرها من الصخور هو طبيعة طبقاتها التي تبدأ بطبقة صلبة تغطي طبقات أخرى أقل صلابةٍ منها وبسبب تعرّض الطبقة السفلية للتآكل بفعل عمليات الحت والتعرية السفلية إذ تسمى هذه بعملية البري والتي بدورها تكوّن لنا صخرة تشبه في شكلها نبات الفطر أو المظلة أو عيش الغراب. توجد مثل هذه الصخور في المناطق الصحراوية في مناطق مختلفة في الدول العربية وتظهر بكثرة في مصر منها الصحراء البيضاء بالواحات البحرية، وفي سوريا يوجد منها والأردن ودول الخليج العربي.
نسبة لشكلها الهندسي الفريد والذي يشكل طبقات صلبة ولينة متناوبة مع بعضها لتمنحنا صخرة منبسطة على حامل يتكون من قاعدة صخرية، مما يصنع منها مركزًا سياحيًا يرتاده السياح المحليون الأجانب لرؤية المناظر الخلابة من السماء لما تتميز به من ارتفاع والبعض منها تكون ذات موقع إشراف على وادٍ سحيق وواسع في معظم الاتجاهات. قديمًا كانت تشكل هذه الصخور المكان الذي يفضله رعاة المواشي فيجتمعون في أوقات الاستراحة يتسامرون ويتحادثون قربها وفي مواسم قطاف الزيتون تشهد هذه الصخور اجتماع الكثير من الشبان يلتقون بأصدقائهم وأحبتهم حولها وينعمون براحة البال.
أما عن التسمية فإننا أصبحنا نعلم أن هذه الصخرة تتواجد في المناطق الصحراوية الخالية من البشر فإن لم تكن هذه الصخور التي تشبه المائدة في شكلها للبشر فمن سيستفيد منها سوى الشياطين وهذا الاستنتاج البسيط في مغزاه نابع بشكل بحت من الموروثات والمعتقدات الشعبية القديمة، فلا علاقة للشيطان بهذه الصخرة، الشيطان بريءٌ هذه المرة!
مصادر مرجعية:
62 مشاهدة
