أعظم نعمة امتلكها حاليًا الوعي بالذات، كانت هذه رحلة طويلة نسبيًا يمكن أن أقول إنني وحتى أحظى بهذه النعمة احتجت لقرابة العشر سنوات لأفهم نفسي وذاتي، حيث بدأت هذه الرحلة بعد المرحلة الجامعية، لأجد نفسي في متاهة كبيرة لا مخرج منها، اختلاف طبيعة الحياة من بعد الحياة الجامعية كانت سبب في أن أبحث عن ذاتي ونفس واعيها بطريقة صحيحة، وكان لأشخاص معينين مروا في حياتي بصمات أججت هذه الرغبة لدي.
ويمكن أن أقول إن هذه النعمة تتلخص في:
القدرة على أن أكون شخص صريح مع نفسه؛ فالآن ونتيجة ما امتلك من وعي بالذات أنا قادرة على أن أحدد أماكن الضعف والخطأ وما هي الخطوات التي لا بد من العمل عليها لحل بعض المشكلات التي تواجهني.
تحمل المسؤولية؛ نتيجة الوعي الذاتي أصبحت أكثر قدرة على تحمل مسؤولية أفعالي؛ حيث كنت سابقًا شخص يحمل الخطأ لعوامل محيطة كثير وغير مدركة بأنني أنا سبب هذه الأخطاء، كما أن تحمل المسؤولية ارشدي لطريق روحي جديد لما امتلك من معتقدات.
أصبحت علاقتي بالله مختلفة عما كانت عليه سابقًا حيث أصبحت تعتمد على الحب والعطاء أكثر منها على الخوف، أدرك ومن خلال وعي بذاتي أن الله يتعامل معنا بحب، فهو معطي للعقل والفكر وما لدينا من نعم جسدية، فالإله لا بد أن تكون العلاقة معه مبنية على الحب لا على الخوف، فأنا ومن حبي لربي بطريقة جديدة أحببت نفسي بطريقة مختلفة، وأدرك أنني بكل ما أملك صورة من صور عطاء الله بجهدي وعملي ومالي لنفسي ولغيري، يمكن أن أقول بأن نظرتي الجديدة لعلاتي بالله جردتي من صفات كثير سلبية منها الأنانية، والتعصب الحساسية الزائدة التي تتمركز حول الذات.
أصبحت أكثر قدرة ووعي وفهم بمعنى الحياة، لم تعد الحياة مقتصر على نفسي وما يجب أن أحققه فالحياة أعظم بكثير من أن أنظر لنفسي فقط، وأصبحت أنظر لنفسي بأنني موجودة في هذه الدنيا لتحقيق غاية معينة ولنقل معرفة معينة وفكر معين، ومن هنا لجأت إلى تطوير مهارة القراءة واكتساب المعارف بشكل أكبر، لا أنكر أنني وفي بداية الرحلة تعرض لضغط نفسي كبير وتقاعست لصعوبة الأمر، فالحياة دون وعي وفهم أسهل بكثير من اكتساب المعرفة، لكن في كل مرة كنت أذكر نفسي بهدفي وهو الوعي بالذات واستكمل طريقي، وقد يكون السبب في صعوبة الأمر أن كلما زاد الوعي بالذات كلما عرفنا قدر ما لدينا من تحمل مسؤولية بما نقوم به من فعل.