مامعنى ربنا كما خلقتنا؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٤ فبراير ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
قد تأتي هذه الجملة في الدعاء، كأن يقول المسلم اللهم كما خلقتنا من العدم يسر لنا أمورنا وارزقنا من حيث لا نحتسب واقض حوائجنا وتب علينا واهدنا إنك على كل شيء قدير.

- فتأتي على أنها إقرار من العبد بربوبية الله تعالى وأنه هو الخالق وحده المتصرف والمدبر لهذا الكون.

- فهي إقرار من العبد واعتراف بضعفه وأنه مخلوق من مخلوقات الله تعالى لا يملك لنفسه نفعاً ولا ضراً ولا موتاً ولا حياة ولا نشوراً.

- وتأتي بمعنى التسليم لله تعالى في تدبير جميع شؤون العبد، أي كما خلقتنا يا الله تعالى أنت القادر على تيسير جميع أمورنا، ونحن سلمنا أمرنا إليك.

- وتأتي بمعنى اللهم كما خلقتنا من العدم أنت قادر على إعادتنا مرة أخرى للعرض والحساب يوم القيامة.

- وتأتي بمعنى أنك يا ربنا ما خلقتنا عبثاً وإنما خلقتنا لغاية عظيمة وهي الإستخلاف في الأرض وفق منهج الله تعالى ومنهج رسوله صلى الله عليه وسلم.

- ولعل المقصود من السؤال: هو ما معنى ( ربنا ما خلقت هذا باطلاً ) ؟
قال الله تعالى: (الَّذِينَ يَذْكُرُونَ اللَّهَ قِيَامًا وَقُعُودًا وَعَلَىٰ جُنُوبِهِمْ وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَٰذَا بَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ) سورة آل عمران (191)

- فالآية تثبت أن المؤمنين أصحاب العقول السليمة والقلوب الخاشعة والذين عرفوا عظمة الله تعالى، وعظمة خلقه من خلال الذكر في جميع أحوالهم قياماً وقعوداً، ومن خلال التفكير في خلق السموات والأرض، وأن الله تعالى لم يخلقهما عبثاً، إنما خلقهما لغاية وحكمة وسخرهما لهذا الإنسان حتى يتمكن من العيش بسلام واطمئنان في هذا الكون!!

- فهم في تفكرهم يعترفون ويقرون أن خلق السموات والأرض وما فيهما لم يكن باطلاً بل حقاً يدل على عظمة الخالق سبحانه وتعالى وتقدس وتنزه عن كل عيب ونقص لأن عظمة المخلوق تدل على عظمة الخالق .

- وقد بيّن الله تعالى الغاية من خلق الإنسان في قوله تعالى : (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) سورة الذاريات (56)

- والعبادة: هي توحيد الله تعالى بأفعال العباد - أي لا يستحق العبادة في هذا الوجود إلا الله تعالى - فينبغي أن تكون جميع أعمالنا خالصة لوجه الكريم سبحانه ووفق منهج النبي صلى الله عليه وسلم .

- وقال الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره:
" فالله تعالى خلق الخلق لعبادته، ومعرفته بأسمائه وصفاته، وأمرهم بذلك، فمن انقاد ، وأدى ما أمر به ، فهو من المفلحين، ومن أعرض عن ذلك ، فأولئك هم الخاسرون، ولا بد أن يجمعهم في دار ، يجازيهم فيها على ما أمرهم به ونهاهم ، ولهذا ذكر الله تكذيب المشركين بالجزاء، فقال: (ولئن قلت إنكم مبعوثون من بعد الموت ليقولن الذين كفروا إن هذا إلا سحر مبين) أي : ولئن قلتَ لهؤلاء ، وأخبرتهم بالبعث بعد الموت، لم يصدقوك، بل كذبوك أشد التكذيب، وقدحوا فيما جئت به ، وقالوا: ( إن هذا إلا سحر مبين) ألا وهو الحق المبين "

- والله تعالى قد أمرنا أن نتفكر في خلق أنفسنا كيف خلق الله تعالى هذا الإنسان في أحسن تقويم وجعل له السمع والبصر والحركة ومنحه العقل والقلب والحواس التي من خلالها يستطيع تنفيذ مهمته ودوره في استخلاف الله تعالى له في الأرض .
- قال الله تعالى : (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ) سورة التين (4)
- وقال تعالى : (وَفِي أَنفُسِكُمْ ۚ أَفَلَا تُبْصِرُونَ) سورة الذاريات (21)