قال الله تعالى: (فَلْيَنظُرِ الْإِنسَانُ مِمَّ خُلِقَ * خُلِقَ مِن مَّاءٍ دَافِقٍ * يَخْرُجُ مِن بَيْنِ الصُّلْبِ وَالتَّرَائِبِ) سورة الطارق ( 5-7)
الماء الدافق : هو المني - حيث يخرج بقوة عند بلوغ الشهوة ذروتها أثناء العلاقة الحميمية بين الزوجين - وهو عبارة عن ملايين من الحيوانات المنوية فيشاء الله تعالى أن يدخل حيوان واحد منها إلى الرحم فيلتقي مع بيوضة الزوجة فيتم التلقيح ويتم الحمل بإذن الله تعالى وقدرته سبحانه وتعالى.
- والدفق : هو الدفع بقوة فعندما نقول تدفق الماء اي دفع بعضه البعض بقوة، ويأتي بمعنى صب الماء بقوة.
- والإنسان يخلق من ماءين ماء الرجل وماء المرأة ولكن جاء التعبير القرآني بأنه يخلق من ماء دافق (واحد) لأن الماءين إختلطاء ببعضهما البعض (الحيوان المنوي مع البويضة) فأصبحا ماء واحداً فقط!!
- وقوله تعالى: (يخرج من بين الصلب والترائب):
- فالصلب من ظهر الرجل، والترائب من صدر المرأة.
- وقال بعض أهل العلم بأن الترائب عبارة عن : أربع أضلاع من يمنة الصدر، وأربع أضلاع من يسرة الصدر. وقال معمر بن أبي حبيبة المدني: الترائب عصارة القلب ومنها يكون الولد. والمشهور من كلام العرب: أنها عظام الصدر والنحر، وقالوا هي عظام الصدر ما بين الترقوة والثندوة.
- وفي التفسير: يخلق من ماء الرجل الذي يخرج من صلبه العظم والعصب. ومن ماء المرأة الذي يخرج من ترائبها اللحم والدم وقاله الأعمش
- وقال الحسن البصري رحمه الله : المعنى: يخرج من صلب الرجل وترائب الرجل، ومن صلب المرأة وترائب المرأة. ثم إنا نعلم أن النطفة من جميع أجزاء البدن ولذلك يشبه الرجل والديه كثيرا. وهذه الحكمة في غسل جميع الجسد من خروج المني. وأيضا المكثر من الجماع يجد وجعا في ظهره وصلبه وليس ذلك إلا لخلو صلبه عما كان محتبسا من الماء.
- وفي هذه الآية إعجاز في خلق الإنسان الذي يتكبر ويظلم وربما يكفر بالذي خلقه من ماء مهين خرج من مخرج البول!!
- فأصل الإنسان عبارة عن نطفة ثم مضغة ثم علقة مخلقة وغير مخلقة ثم عظام ثم لحماً وبعد ذلك يقذف الله تعالى فيه الروح، ويمكث في بطن أمه تسعة أشهر حتى يخرج إلى هذه الدنيا!!!
- قال الله تعالى: (وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن سُلالَةٍ مِّن طِينٍ * ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ* ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ) سورة المؤمنون (12-14).
- والله تعالى خلق هذا الإنسان في أحسن تقويم، قال الله تعالى: (لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم ) سورة التين 4، أي في أعدل خلق وفي أحسن صورة، وجعل له أطوار وهي:
(الطين، ثم الحمأ المسنون، مرحلة الصلصال، نفخ الروح)
- وخلق الله تعالى الانسان لحكم عديدة منها :
1- من أجل استخلافه في الأرض لقوله تعالى (وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة) سورة البقرة 30 ، فالهدف من خلقه هو الإستخلاف وعمارة الأرض.
2- كما خلق الله الإنسان من أجل عبادته وعدم الإشراك به شيئا لقوله تعالى (وما خلقت الجن والإنس الا ليعبدون ) سورة الذاريات 56
3- وخلق الله تعالى الإنسان من أجل اختباره هل يختار طريق الخير ويسلكه ويكون جزاؤه الجنة او ان يختار طريق الشر فيكون جزاؤه النار .