ماذا يعني وصف القرآن بأنه مثاني

1 إجابات
profile/بيان-محمد-الحبازي
بيان محمد الحبازي
المصارف الاسلامية
.
٢١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
المثاني من أسماء القرآن الكريم، قال تعالى: (اللهُ نَزَّلَ أَحسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتشابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الّذِين يَخْشَوْنَ رَبّهُم) [الزمر: 23]، وقال تعالى: (ولقد آتيناك سبعا من المثاني والقرآن العظيم) [الحجر: 87].

والمثاني، جمع مثنى أي مكرر لاثنين، وهو اسم من أسماء القرآن الكريم، ويأتي معناها على ثلاثة أقول من أقوال الصحابة والتابعين -رضوان الله عليهم-، وهذه الأقوال:

  • القول الأول: أنها بمعنى الآيات التي تتلى وتتكرر في القرآن الكريم، بما فيه من قصص الأمم السابقة، ولتكرار هذه القصص وتكرار المواعظ فيه، كما أن فيه من كل معنى اثنين متقابلين، ففيه الإنذار والتبشير، فقال تعالى: ﴿وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلًا كَبِيرًا﴾ [الأحزاب: 47]،

    وقال تعالى: (﴿بَشِّرِ الْمُنَافِقِينَ بِأَنَّ لَهُمْ عَذَابًا أَلِيمًا﴾ [النساء: 138]، مع تكرار ذلك، وفيه الجنة والنار، فقال تعالى: ﴿وَأُدْخِلَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ تَحِيَّتُهُمْ فِيهَا سَلَامٌ﴾ [إبراهيم: 23]،

    وقال تعالى: (مَنْ يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَإِنَّ لَهُ نَارَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا) [٢٣ الجن]، مع تكرار ذلك، وفيه قصص المؤمنون والفاسقون،

    فقال تعالى: (وَلَنْ يَجْعَلَ اللَّهُ لِلْكَافِرِينَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ سَبِيلًا) [١٤١ النساء]،

    وقال تعالى: (يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ أَذِلَّةٍ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ أَعِزَّةٍ عَلَى الْكَافِرِينَ) [٥٤ المائدة]،

    مع تكرار ذلك، وفيه الأمر والنهي، فقال تعالى: ﴿ وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَيُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَيُطِيعُونَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ أُولَئِكَ سَيَرْحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ﴾ [التوبة: 71].

    ويتكرر ذلك، وفيه بيان الحلال والحرام، ويتكرر ذكر ذلك، وفيه الخبر والإنشاء، وفيه القصص الكريم، وكل ذلك مثنى مثنى وهكذا.

وكان بعض أهل العربية، يقول بأنها سميت (مَثَانِيَ) لأن فيها الرحمن الرحيم مرّتين، وأنها تُثْنَى في كلّ سورة، يعني: بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ.


  • القول الثاني: أنها فاتحة الكتاب، أي سورة (الفاتحة)، وذلك استدلالًا بما روي عن ابن أبي كعب وأبو هريرة -رضي الله عنهما-: "السبعُ المثاني فاتحةُ الكتاب" حديث صحيح [صحيح الجامع: 3681].

  • القول الثالث: أن المثاني ما ثنيت المائة فيها من السور، فبلغ عددها مائتي آية أو ما قاربها.