عدم تلبية الاحتياجات العاطفية للمراهق قد يكون سبب في ترك بعض الآثار النفسية والاجتماعية والانفعالية والتي تتمثل في:
1- الشعور بالوحدة؛ في حال لم تتم تلبية الحاجات العاطفية للمراهق سواء من خلال الأسرة أو مجموعة الأصدقاء، أو من خلال الشعور بالتقبل من الجنس الآخر، سنجده يطور سلوكيات انعزالية تتمثل في تضمية الوقت الخاص به بدرجات كبيرة ولمدة طويلة، وخلال هذه الفترات ولوجود شعور بالنقص وعدم التقبل ستزداد مشاعر الوحدة، وهذه المشاعر قد يكون لها أثر على الثقة بالنفس وتقدير الذات، ونجد هنا أن التفاعل الاجتماعي أصبح ظاهر بشكل غير مقبول ولا يساعد في اكتساب المهارات الأساسية التي تضمن التطور السليم على المستوى الاجتماعي.
2- فقدان الشعور بالانتماء؛ كلما كان الأهل قادرين على تلبية الاحتياجات العاطفية للابنائم المراهقين وإكسابهم المهارات المناسبة التي تساعدهم في تلبية هذه الاحتياجات كلما زاد شعورهم بالانتماء، وفي المقابل عدم القدرة على تلبية هذه الحاجات من خلال توفير الوقت الخاص وتقديم الدعم اللازم النفسي والمعنوي نجد انخفاض الشعور من قبل المراهق بالانتماء للأهل أولا، وللأقران ثانيًا حيث أن افتقاد المهارة المناسبة عند الأبناء التي من خلاها يتم تقديم الدعم العاطفي على مستوى الأقران يعني فقدان الشعور بالانتماء ضمن محيطهم الخاص.
3- الحيوية والاستمتاع؛ الحاجة العاطفية من حب وتقدير وثقه تعني قدرة المراهق على العيش بطريقة فيها قدر من الاستمتاع والرضا النفسي وهذا يعني أن يعيش المراهق بطريقة حيوية تسمح له بتجرية الحبرات المختلفة التي تساعد على التطور الانفعالي المناسب وفقدان القدرة على تلبية هذه الاحتياجات يعني فقدان هذه الامتيازات.
4- زيادة ردود الأفعال الحادة؛ عندما ننظر للحاجات العاطفية على أنها أمر أساسي وضروري ولا بد من تلبيته بالنسبة للمراهق، لا بد من الانتباه للأثر المترتب في حال فقدانها حيث يعمل عدم الإشباع العاطفي على انخفاض القدرة على التحكم في الانفعالات وخاصة في حال لم يتمكن المراهق من امتلاك مهارة تأجيل الإشباع، وفهم الذات والوعي بها وفقدان القدرة على التعبير عن المشاعر والتحدث عنها بشكل مريح، وهنا تظهر حالات الانفعال التي قد تتمثل بالغضب أو العدوانية أو إلحاق الأذى بالنفس.
5- فقدان القوة؛ تلبية الحاجات العاطفية يعني اكتساب المراهق القوة في مخلف المجالات والتي تشمل اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية والمبادرة وتجربة الخبرات، وحل المشكلات، والتفاعل بطريقة صحيحة مع المحيط، وفي حال فقدان هذه الحاجة وعدم تلبيتها نجد الآثار السلبية المنعكسة فنجد المراهق غير قادر على اتخاذ أي قرار وغير قادر على تطوير الشجاعة والجرأة مما يعني انخفاض التجارب والخبرات التي تصقل ما لديه من شخصية.
6- الشعور بعد الاستقلالية؛ من خلال عدم تلبية الحاجات العاطفية سيجد المراهق نفسه تحت التبعية العاطفية نتيجة الحاجة سواء للأهل أو للأقران، وهذا يعني فقدان القدرة على التحكم بالنفس وانعدام الشعور بالذات، وفقدان القدرة على احترام الذات، وهذه الآثار سبب في أن يكون المراهق شخص ضعيف الشخصية في مراحل لاحقة.
ومن أهم الطرق التي تساعد على تلبية الاحتياجات العاطفية وتضمن عدم حدوث هذه الآثار من قبل الأهل؛ تقديم الدعم النفسي والمعنوي والحب وهذا الأمر يشمل تقدير السلوكيات الفردية للمراهق، والتعرف على الاحتياجات العاطفية والغير عاطفة ومحاولة إيجاد بديل يتناسب مع اهتمامات وميول المراهق وتلبيها، كما لا بد من مساعدته على تطوير العلاقات الاجتماعية، وتوفير الأنشطة التي تضمن الرياضات المختلفة والأنشطة الفنية، والابتعاد عن النقد ومحاولة تعزيز الشعور بالقيمة الذاتية، واستخدام لغة المحبة ولغة الجسد التي تعمل على تقديم الحب من مثل الابتسام والاحتضان والتقبيل.
أما الأمور التي يمكن أن يتم ممارستها من قبل المراهق لتلبية هذه الحاجات؛ التعبير عن المشاعر المختلفة، تعزيز العلاقة مع الوالدين، إنشاء العلاقات المختلفة التي تساعد على الشعور بالحب والتقدير والاحترام، وتعزيز النظرة الشخصية للنفس وحب النفس.