في الواقع يمكن أن يكون التعامل مع المشكلات التي نواجهها أمرًا صعبًا. فمن ناحية، هي فرصة للتعبير عن القدرة عن حل المشكلات واستخدام المهارات الناجحة، إلى جانب ممارسة النجاح تحت الضغط والتعرف على القدرة على عمل ذلك. وبالرغم أن التحديات صعبة ومرهقة، ولا يمكن إيجاد حلول سهلة لها، إلا أنها تقدم فرص للنمو الشخصي، والتعلم من التجربة. يكون ذلك من خلال النظر بصدق للمواقف، وتجربة المشاعر المثارة من قبل الموقف، والبحث عن الإجابات في الذات الداخلية.
فيما يلي بعض الأفكار حول كيفية التعامل عندما تواجه تحديًا في الحياة:
* ابق هادئًا: تتضمن الخطوة الأولى في التعامل مع المواقف العصيبة تهدئة جسمك واستجابتك للضغط، من خلال استخدام تقنيات تخفيف التوتر للمساعدة في عكس آلية القتال أو الهروب التي يستخدمها جسمك للتفاعل مع الإجهاد. إذا واجهت تهديدًا سيكولوجيًّا كبيرًا، أو لا يمكنك محاربته جسديًّا، فستكون الاستجابة للمشكلة أو التهديد -التي يتم نحفيزها دومًا- مرهقة عاطفيًا وتحتاج لتفاعل عميق، مما يجعلك أكثر عُرضة للمرض.
* اشعر بمشاعرك: تلك المشاعر التي تدغدغ عواطفك كالقلق والوحدة والغضب هي مشاعر مؤذية، لكن عليك معرفة أنها مفيدة لأنها تقدم معلومات حول ما نمر به من مواقف، مما يجعلها تلهمك لاتخاذ موقف أو إجراءات مناسبة في حياتك. من المهم جدًا تحديد ما تشعر به، وإدراك سبب الشعور بهذه الطريقة دون غيرها، وما العوامل التي تؤثر بها. عند هذه النقطة ستجد أنك ستتمكن من معرفة المجالات التي تحتاج لاتخاذ إجراءات تجاهها، للتمكن من حصول على صورة أوضح لما يجب تغييره.
* عالج مشاعرك: قد يجد البعض أنه من المفيد جدًا تدوين مشاعرهم على الورق بعد التعامل مع المشاعر المرهقة. من خلال الكتابة عما تشعر به، ولماذا تشعر به. هذه العملية تساعدك في التخلص من المشاعر السلبية، والشعور بالقوة، وتحديد المشاعر ومن أين أتت، وكيفية التعامل مع التوتر بشكل أكثر كفاءة، ومن ثم معالجة المشكلة بحلول قابلة للتطبيق.
* قم بإجراء تغييرات إيجابية: خطط للتغيرات التي ستجريها، حيث ستلهمك المشاعر القوية التي تلتصق بالمواقف العصيبة لاتخاذ إجراءات وتعلم كيفية التعامل مع التحديات التي تواجهها. بعد تحليل الموقف ومشاعرك حيالها، اتخذ خطوات حكيمة نحو التغيير الإيجابي. حتمًا التغييرات الصغيرة ستمكنك من الوصول لنتائج مهمة. بعد أن تتخذ الخطوات التي يمكنك اتخاذها؛ أو إذا لم يكن هناك ما يمكنك فعله على الفور، انخرط في نشاط سيشغل عقلك بعيدًا عما يزعجك. لقد تعاملت مع المشكلة بقدر ما تستطيع في الوقت الحالي، وحان الوقت للمضي قدمًا.
* لا تقع في فخ الاجترار: قم بنزهة مع صديق أو شاهد فيلمًا مضحكًا أو افعل شيئًا لطيفًا لشخص آخر أو ابحث عن طريقة أخرى للبقاء مشغولًا. المفتاح هو إبعاد عقلك عن الموقف.
*احصل على الدعم إذا كنت بحاجة إليه: هناك العديد من الفوائد الصحية وإدارة الإجهاد لوجود دائرة داعمة من الأصدقاء، لذا فإن استخدام الدعم الاجتماعي يمكن أن يكون فعالًا كجزء من استراتيجيتك في كيفية التعامل مع الحياة. يعد امتلاك بعض الصداقات الداعمة التي لا تتضمن الاستماع الجيد فحسب، بل التواصل الصادق والنصائح الجيدة أمرًا أساسيًا. قد يكون من المفيد أيضًا وجود شخص لمساعدتك في الاستمتاع وإبعاد عقلك عن ضغوطاتك بمجرد أن تعمل على كيفية معالجتها.
* انعطف نحو الواقع: عندما نجد أن الحياة تعارضنا، سنقوم بالطبع بتجنبها! لا يجب أن تقوم بذلك، بل كن حاضرًا لتستمتع بالحياة، وواجه الواقع الذي أنت به. أنت تقوم بتطوير قدرة أعمق على التعامل مع الحياة بفاعلية أكبر. تصبح الحياة أكثر قابلية للإدارة، عندما نصبح أكثر ثقة بنفسك، أي تكون أقدر على النمو، والشعور بالقدرة.
* احتضن حياتك كما هي: سر الحياة هو أن تريد ما لديك ولا تريد ما لا تملكه. أن تكون حاضرًا يعني أن تكون حاضرًا في الحياة التي لديك الآن. هناك حرية في تقبّل الحياة كما تأتي إليك - الخير مع الشر، والرائع مع الحزين، والحب مع الخسارة، والحياة مع الموت. عندما نحتضن كل شيء، سيكون لدينا فرصة حقيقية للاستمتاع بالحياة، وتقييم تجاربنا، والتنقيب عن الكنوز الموجودة بها لاستغلالها بما يتناسب مع مصالحنا. عندما نستسلم لواقع ما نحن عليه، فإننا نعطي أنفسنا فرصة لفعل ما يمكننا القيام به.
* خذ وقتك: التأني والثبات يجعلناك الأول في السباق. عندما تكون على عجلة من أمرك، ستقع في العديد من المشاكل، أو لن تستطيع حل مشكلاتك الموجودة حاليًّا. عندما تتسرع في التقدم على نفسك، فإنك سترتكب المزيد من الأخطاء، والتي ستدفع ثمنها فيما بعد. النمو البطيء والمنظم والمتزايد هو نوع النهج الذي يؤدي إلى تغيير دائم.
* اقبل النجاح والفشل كجزء من رحلة الحياة: نحن نتعلم جميعًا، يساعدنا الموقف الأكثر تعاطفًا تجاه أنفسنا فقط على البقاء في اللعبة. إن العملية الديناميكية للحياة هي الطريقة الوحيدة لتطوير ثقة دائمة في أنفسنا. من خلال التجربة نتعلم كيفية النجاح والتعافي من الفشل. كما أننا نتعلم كيفية التواضع، ومن ثم تطوير نظرة ذاتية كمخلوقات محدودة التفكير والموارد، وأننا نحتاج دائمًا إلى مساعدة ودعم الآخرين.
* لا تبالغ في رد الفعل: إن المبالغة في رد الفعل تجاه مشكلة ما سيؤدي إلى اتخاذ قرارات خاطئة. عندما لا نتحكم في عواطفنا، سنتخذ قرارات نأسف عليها لاحقًا. في المرة القادمة التي تواجه فيها تحديًا، كن مراقبًا لأفكارك وكن هادئًا حتى تتمكن من اتخاذ قرارات أكثر ذكاءً.
* لا تلم الآخرين: اعتاد الكثير من الناس إلقاء اللوم على الآخرين في كل مشاكلهم. فشلوا في تحمل المسؤولية الكاملة عن القرارات التي اتخذوها في الحياة. كلما ألقيت باللوم على الآخرين في التحديات التي تواجهها، سيزداد كره الناس لك وعدم رغبتهم في التواجد حولك. أول شيء تريد القيام به عند مواجهة تحد شخصي هو عدم البدء في توجيه أصابع الاتهام إلى الآخرين.
*ممارسة الانفصال: اعتد على فصل نفسك عن أي نتيجة. الانفصال يعني أنك لست مرتبطًا بأي نتيجة معينة في الحياة. الحقيقة هي أن هناك بعض الأشخاص لن يعجبهم ما تقوله وآخرون قد يعجبهم ما تقوله، وبالتالي فإن وظيفتك هي قبول الطريقة التي يتعامل بها الناس وعدم الانغماس عاطفياً وعقلياً على شخص لا يعجبك. عندما تبدأ في ممارسة الانفصال، ستختفي الكثير من مخاوفك وانعدام الأمان لديك، وستقل مشاكلك، أو ستكون قدرتك على حل مشاكلك بشكل أفضل.
* لا تبالغ في التحليل: عندما تفكر كثيرًا في موقف أو حدث وقع، ستبدأ في الحكم على كل شيء وكل شخص. عندما تفكر كثيرًا، ستواجه وقتًا عصيبًا للغاية في قبول الواقع وستعتقد أن شيئًا ما ليس صحيحًا. يمكن أن يؤدي التحليل المفرط أيضًا إلى عدم اتخاذ إجراء بشأن هدفك، مما قد يجعلك محبطًا حقًا على المدى الطويل.