ماذا تعني كلمة مذهب في الفقه الإسلامي

المذهب : لغة هو الطريق والمسلك الذي يسلكه الإنسان في ذهابه بطريق معين ، فيه اسم مكان دالة على مكان الذهاب .

أما في الاصطلاح الفقهي : فقد صار المذهب يطلق على ما ذهب إليه واختاره إمام من الأئمة المتبوعين من الأحكام الفقهية التفصيلية الاجتهادية .

 قال الحطاب- وهو من علماء المالكية - : "المذهب لغة الطريق ومكان الذهاب، ثم صار عند الفقهاء حقيقة عرفية فيما ذهب إليه إمام من الأئمة، من الأحكام الاجتهادية".
 
وقال الدسوقي - وهو من علماء المالكية أيضا -: مذهب مالك عبارة عما ذهب إليه من الأحكام الاجتهادية أي التي بذل وسعه في تحصيلها.
 
فكل عالم من العلماء اجتهد في استنباط حكم مسألة فقهية وفق أدوات الاجتهاد يصح أن يقال أن مذهبه في هذه المسألة كذا ، ولكن العرف عند الفقهاء خص إطلاق مصطلح المذهب على اختيارات العالم الذي له أصول في الاستنباط اجتهد في بعضها - لأن بعض الأصول الأخرى متفق على اعتبارها أصولا كالكتاب والسنة - ،ولم يقلد غيره تقليدا ، ثم بنى على تلك الأصول استنباط الأحكام الشرعية العملية باجتهاده ودون تقليد أو متابعة لأحد غيره من المجتهدين .

ومذاهب العلماء منها ما اندثر ولم يبق له أتباع وإنما بقي بعض النقول عنهم : 

مثل مذهب الليث بن سعد إمام أهل مصر ، ومذهب الإمام الأوزاعي إمام أهل الشام  ، ومذهب سفيان الثوري وغيرهم .

ومنها ما دون وكتبت فيه الكتب والمتون والشروح والحواشي والتقريرات حتى استقر المذهب أصولا وفروعا وصار له أتباع وتلاميذ ومنتسبين في شتى البقاع على اختلاف بين هذه المذاهب في الانتشار ، وقد استقرت هذه المذاهب على أربعة مذاهب :

1. مذهب الإمام أبي حنيفة ثابت بن النعمان وكان في العراق.

2. مذهب الإمام مالك بن أنس الأصبحي وكان في  المدينة النبوية
 
3. مذهب الإمام محمد بن إدريس الشافعي واستقر في مصر .

4. مذهب الإمام أحمد بن حنبل وكان في بغداد .

وهناك مذاهب وصلنا بعض الكتب عن أئمتها ولكنها لم تبلغ في التحرير والاستقرار والانتشار والاعتماد ما بلغته المذاهب الأربعة السابقة ومنها :

1. المذهب الظاهري ، ومؤسسه داود الظاهري ، ولكن الذي أبقى هذا المذهب حيا هو مؤسسه الثاني ابن حزم رحمه الله الذي ألف كتاب المحلى .

2. مذهب الزيدية : وينتسب لزيد بن علي من آل البيت وله وجود في اليمن.

3. مذهب الإباضية نسبة إلى عبد الله بن إباض ، وله وجود في عُمان اليوم .

وهناك علماء مجتهدون آخرون يستحقون أن ينسب لهم مذاهب فقهية لأنهم بلغوا رتبة الاجتهاد ، ولكنهم انتسبوا على عادة عصرهم إلى أحد المذاهب الأربعة فنسبت أقوالهم للمذهب ، كابن دقيق العيد من الشافعية وابن تيمية من الحنابلة .

والله أعلم