ماذا يعني الفقه الافتراضي ومن هو صاحبه

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٢ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
الفقه الافتراضي: هو الفقه الذي يبحث في المسائل التي لم تقع فعلاً، فيقدر وقوعها،

- وصاحب هذا الفقه هو الإمام أبو حنيفة النعمان في العراق، حيث وضع ستين ألف مسألة، وقيل: ثلاثمائة ألف مسألة افتراضية.

- فكان الفقهاء أمام هذا الفقه على قسمين:
القسم الأول: من كره الاشتغال به والبحث فيه، وركز على مدرسة الحديث النبوي أو ما يسمى بمدرسة الأثر.
والقسم الثاني: من ذهب إلى جواز الأخذ بمذهب الرأي أو مدرسة الرأي، والتي كانت تعتمد على الرأي أكثر من الاعتماد على الأثر، وقالوا: إنما نُعِدُّ لكل حادثة حكمها، حتى إذا وقعت لم نتحير في أمرها. ولكل من الرأيين ما استند عليه، وليس المقام مقام المقارنة بين الرأيين.

- وبعض العلماء يقول: بأن افتراض مسائل مستحيلة الوقوع أمر لا يجدي، بل هو نوع من العبث وإضاعة الوقت. ولكن البحث في مسائل ممكنة الوقوع لا بأس بذلك، ما لم يشغل عمَّا هو أهم منه، فقد وجد في كتب الأقدمين الحديث عن مسائل مفترضة، وقد وقعت في زماننا، فاستفاد المعاصرون من فقههم فيها، كتحويل الجنس، والتلقيح الصناعي، ونقل الأعضاء، إلى غير ذلك.

- والفرق بين المدرستين أو الرأيين:

أولاً: المدرسة الأولى: مدرسة الأثر، وتسمى بمدرسة (الحجاز أو المدينة)
-ويعود سبب هذه التسمية أن اعتماد مدرسة الحجاز كان على الآثار أو الآثار في الغالب بسبب كثرتها عندهم وقلة المسائل الحادثة في المجتمع الحجازي وقتئذ واجتنابهم المسائل الفقهية المفروضة غير الواقعة، ومعنى ذلك ليس أنهم لا ينظرون في الرأي ولكن غلب عليهم النظر في الآثار.

- ومن أشهر علماء هذه المدرسة، فقهاء المدينة السبعة: سعيد بن المسيب، وعُبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود، وخارجة بن زيد، وأبو بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام، والقاسم بن محمد بن أبي بكر، وسليمان بن يسار، وعروة بن الزبير رحمهم الله أجمعين.

ثانياً: المدرسة الثانية: مدرسة الرأي وتسمى بمدرسة (العراق أو الكوفة)
- ويعود سبب التسمية بمدرسة الرأي أن أهل العراق كثر عندهم وقتئذ الأخذ بالرأي، لكثرة المسائل الحادثة عندهم وقلة الأحاديث بالنسبة لما عند أهل الحجاز فاحتاجوا لاستنباط الأحكام من النصوص القرآنية والأحاديث التي كانت عندهم بالتأمل والنظر حتى كثر ذلك عندهم فسُمّوا أهل الرأي.

- ومن أشهر علماء هذه المدرسة: علقمة النخعي وشريح القاضي ومسروق الهمداني وإبراهيم النخعي رحمهم الله تعالى.
 - وسبب نشأة هذه المدرسة ومسوغاتها أنه عندما دخل قتادة رحمه الله الكوفة قال: والله الذي لا إله إلا هو ما يسألني اليوم أحد عن الحلال والحرام إلا أجبته، فقام إليه الإمام أو حنيفة رحمه الله فقال: يا أبا الخطاب ما تقول في رجل غاب عن أهله أعواما فظنت امرأته أن زوجها مات فتزوجت، ثم رجع زوجها الأول ما تقول في صداقها؟.. فقال قتادة: ويحك أوقعت هذه المسألة؟ قال لا، قال: فلم تسألني عما لم يقع؟ قال أبو حنيفة إنا نستعد للبلاء قبل نزوله، فإذا ما وقع عرفنا الدخول فيه والخروج منه)

- ودليلهم في هذه المدرسة ما رواه المقداد بن عمرو الكندي أنه قال لرسول الله صلى الله عليه وسلم: أرأيت إن لقيت رجلا من الكفار فاقتتلنا، فضرب إحدى يدي بالسيف فقطعها، ثم لاذ مني بشجرة، فقال: أسلمت لله، أأقتله يا رسول الله بعد أن قالها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقتله» فقال: يا رسول الله إنه قطع إحدى يدي، ثم قال ذلك بعد ما قطعها؟ فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «لا تقتله، فإن قتلته فإنه بمنزلتك قبل أن تقتله، وأنك بمنزلته قبل أن يقول كلمته التي قال» متفق عليه.