لماذا يجب علينا أن نقرأ في الفلسفة الوجودية؟

1 إجابات
profile/محمد-الراشد
محمد الراشد
منشغل بالتفاصيل
.
١٩ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات

"الوجودية! يا له من رعب سيدي!"
 سارة بكويل
 
 
إذا أستخدمنا الأداة الوحيدة التي يوفرها كيان الوجودية الهلامي للإجابة على هذا السؤال , فإن الجواب تقريباً سيكون هكذا – من قال لك أنه يجب عليك أن تقرأ في الوجودية؟"
 
و لهذا السبب سأعتبر هذا السؤال مساحة شخصية أعبر فيها عن وجودي بعيدا عن الأنماط التي تُفرَض علينا عندما نتقمص دور المُجيب, وكما يقول الدكتور عادل مصطفى " الأجوبةُ تُثقِلك وتُطفِئكَ وتُجمِّدُك،وَحدَها الأسئلة ما يَشُوقُك ويهزك ويحدوك" ... أول مرة أتذكر فيها أنه كان لكلمة "الوجودية" -أو الكلمات التي تشترك معها في الجذر اللغوي- وقع غريب عليّ كان في الثانوية العامة في مساق الثقافة العامة مع عبارة ديكارت الغنية عن التعريف "أنا أفكر إذاً أنا موجود" ما أتذكره تقريباً أن دهشتي لم تكن متأثرة في العبارة ذاتها ولكن في الأسئلة التي حاولت أن أتجاهلها في ذلك الوقت هل تستحق هذه العبارة أن يتم حفظها لإكثر من 4 قرون وتعليمها في المدارس؟ أين الإبتكار في ذلك؟ ما هو الجديد في إقرار ديكارت بوجوده؟
 
ولإن الدهشة لا تجيء عادةً دون ترتيب فالوقع الغريب لهذه العبارة لم يتوقف عند هذا الحد بل صار أكثر تعقيداً وأصعب للفهم في نفس مرحلة الثانوية العامة ولكن هذه المرة في مساق الفيزياء مع نيلز بور وميكانيكا الكم فقرأت القليل عن شرودنجر أحد أكثر المساهمين في ميكانيكا الكم وقطته "نصف الموجودة" ولإن الأمور عندي كانت دائماً تسير بتشويش عظيم وكان ذهني يحمل أسئلة كثيرة لم أجد لها أي اجابات فإنه لم يكن من الضرر أن يضاف لهذا التشويش والأسئلة سؤال جديد وتشويش إضافي لم أفهم حقيقةً
-ولحسن أو سوء الحظ لا أدري للإمانة- وبصدفة جديدة في مرحلة تالية من مراحل الجامعة كنت منشغلاً فيها الى حد ما بقراءة الرواية أتذكر أنه تم الإعلان عن جلسة نقاشية ل رواية "الغريب" ل "البير كامو" وزادت دهشتي في الحقيقة أن هذه الرواية من كتابة أحد الحاصلين على جائزة نوبل -لم تعجبني كثيراً بإستثناء بعض المشاهد الدرامية -وبسبب هذه الدهشة قررت أن أكمل مع كامو ومن كامو تعرفت على "العبثية" أحد المذاهب الوجودية ومنها الى مؤسس التيار الوجودي "سارتر" حاولت هنا ربط الأمور من عبارة ديكارت الى قطة شرودنجر "النصف موجودة " وحتى "وجود وعدم" سارتر وأعيد النظر في اسئلتي الطفولية ولكن للإسف التشويش كان أقوى من كل محاولاتي وكان لابد أن أقرأ أكثر والأمور سارت بدون أي تخطيط على هذا النحو كوني أعرف تماما ماذا يعني "أنا أفكر" , فسأحاول أن أعرف ماذا يعني الشق الثاني "أنا موجود" تجاوزت تلك المرحلة واعتقدت أنني وجدت أجاباتي

حتى جاء هذا السؤال كإختبار حقيقي لي هل حقاً فَهِمت؟
 
"يقال أن الوجودية مزاج أكثر من كونها فلسفة"،أسلوب للتفلسف ﻗﺪ ﺗﺆدي بمن ﻳﺴﺘﺨﺪﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻵراء اﻟﺘﻲ ﺗﺨﺘﻠﻒ ﻓﻴﻤﺎ ﺑﻴﻨﻬـﺎ أﺷـﺪ ﻣـﺎ ﻳـﻜـﻮن اﻻﺧـﺘـﻼف ﺣـﻮل اﻟـﻌـﺎﻟـﻢ وﺣﻴﺎة اﻹﻧﺴﺎن ﻓﻴﻪ وذلك تقريباً يعزى لسبب تغليب العاطفة عند الوجودين والموﺿﻮﻋﺎت التي تشغل بال الوجوديين تختلف نوعاً ما عن موضوعات الفلسفة التي تسبق الوجودية مثل مشكلات المنطق ونظرية المعرفة فنجد أنها تنشغل بموضوعات الحرية واﺗﺨﺎذ اﻟﻘﺮار والمسؤولية وﻫﻲ ﻣـﻮﺿـﻮﻋـﺎت ﺗـﺸـﻜـﻞ ﺟـﻮﻫـﺮ اﻟﻮﺟﻮد اﻟﺸﺨﺼﻲ(1). وبخلاف أن كيركغارد* يعتبر الأب الروحي للوجودية فإن نشأة الوجودية -بإسمها- الحديثة كانت تقريبا في بداية ثلاثينيات القرن الماضي ثلاث شبان يجلسون على مقهى بباريس يشربون كوكتيلات مشمش هم سارتر وسيمون دي بوفوار وصديقهما ريمون آرون العائد من برلين ليخبرهم عن الفينومينولوجيين* وبعد حديث طويل آرون يقول لسارتر "رفيقي الصغير ،ها أنت ترى فإذا كنتَ فينومينولوجياً، تستطيع الحديث عن كوكتيل المشمش هذا ،و تنشئ منه فلسفةً!"(2)
 
 ومن هنا أعتقد أنني لم أفهم
 والاسئلة عادت من جديد, هل يمكن إعتبار الفكر الوجودي فلسفة؟
 
 
هامش : بالنسبة للسؤال ذاته فقد يكون سبب جيد أن بعض الكتاب الوجوديين ( سارتر)و (كامو) كتبو بعض اعمالهم الفلسفية في صيغة روايات و مسرحيات إضافة الى أن طرحها لأفكار لاتزال معاصرة وأكثر قبولاً عند الناس مثل الحرية والإنسان يصنع مصيره و"الجحيم هو الأخرين" والحقوقية على خلاف المذاهب الفلسفية الأخرى.
 
 * الفينومينولجيين : هذا المقال يبسط المفهوم

1) الوجودية, جان ماكوري 
2) على مقهى الوجودية , سارة بكويل 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 5 شخص بتأييد الإجابة