كيف تتعامل مع الأزمات الوجودية؟

1 إجابات
profile/بتول-المصري
بتول المصري
بكالوريوس في آداب اللغة الانجليزية (٢٠١٨-٢٠٢٠)
.
٣٠ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
     ولعل كل إنسان قد مرّ بها في إحدى فترات حياته، ولعل البعض انغمس وغرق ولم ينجو. إن أهمية التوعية لهكذا أزمة وتساؤلات ليست صغيرة أبدًا، بل أنها من الممكن أن تساعد شخصًا كان سيفقد عقله يومًا ما بسبب تأثير هكذا أزمة عليه والتهامها له.

أما ما تعنيه الأزمة الوجودية؛ فهي فترة تمرّ على الإنسان يتساءل فيها عن وجوده وعن معناه وقيمته. وكلما زادت عزلة وتأمل الشخص مع ذاته، كلما زاد انغماسًا في الحالة. وتبدأ هذه الحالة عادةً عند تعرض الشخص لصدمة نفسية مفاجأة؛ كانفصال أو وفاة صديق أو قريب عزيز. فيبدأ الشخص بالتساؤل عن المغزى من حياته وعن إن كان ذو معنىً حقًا. وفي أحيانٍ أخرى تكون هذه الأزمة مصاحبة للاكتئاب أو الفصام أو الوسواس القهري وأحيانًا ادمان الكحول.

أما فيما يتعلق بتعريف الفلسفة الوجودية للأزمة الوجودية؛ فإنها تربطها بانجبار الفرد على تحديد خياراته حتى يستطيع إكمال حياته، وتحدث هذه الأزمة عندما يدرك الشخص أن عدم اتخاذه لقرار أو الوقوف على الخط المحايد هو قرار بحد ذاته، وأنه محكوم تحت مظلة الحرية شاء أم أبى(1).

أما فيما يخص كيفية التعامل مع هذا النوع من الأزمات؛ فسألجأ لمقالة الفيلسوف النرويجي العدمي  بيتر ويسل زابفي "المسيح الأخير". لكن قبل البدء باتّباع نقاط الفيلسوف زابفي، عليك البدء بفهم حالتك واستيعابها.

أول إجراء سنتحدث عنه بناءا على اقتراحات بيتر زابفي هي العزلة؛ والعزلة هنا لا تعني اعتزال الأشخاص، بل اعتزال الأفكار السلبية والمثيرة للشكوك بقصد. فحاول جاهدًا أن تتعمد رفض تدفق الأفكار والاسئلة المشكّلة لحالتك وتجنبها قدر الإمكان.ثم التثبيت والارتكاز؛ وهي وسيلة لإبعاد الأفكار السلبية عن طريق تركيز التفكير على قيم مثالية وعالية، كالوطن مثلًا أو الدين.بعدها يأتي دور الإلهاء؛ وهو كما يبدو واضحًا أن يتخذ المرء لنفسه نشاطات وأعمال تلهيه عن أفكاره، فلا يجد للأخيرة وقتٌ يُذكر. بهذا تكون بدأت العمل على المضي بحياتك ورؤية ما يمكن أن تفعله وامكاناتك التي تملكها.وأخيرًا؛ الارتقاء والتسامي. وهي أن تبحث لنفسك عن أحد النشاطات الراقية كالموسيقى والأدب. حيث يمكنك تفريغ طاقاتك واستكشاف نفسك ومعرفة ماهية شخصيتك.

لا تنسى دائمًا عند التعرض لأي أزمة ان تحاول فهمها واستيعابها، وانظر لمكانك وحقيقة منزلتك وقدّرها. ولا تنسى أنك لست وحيدًا، فهنالك الكثير ممن هم موجودين للمساعدة، والكثير ممن عانوا نفس مشكلتك واستطاعوا أن يتخطوها. ولا ضير في التعبير عن مشكلتك بالطريقة التي تناسبك، سواء اكان بالحديث أو التعبير بالكتابة. وأخيرًا حاول دائمًا البحث عن حلولٍ للمشاكل، ونفّذ بالطبع ما تعلمته.
(1)  https://web.archive.org/web/20190318104414/https://plato.stanford.edu/archives/fall2013/entries/sartre/
(2)  https://web.archive.org/web/20200922195739/https://philosophynow.org/issues/45/The_Last_Messiah

  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة