قال الله تعالى (فَلَمَّا رَأَيْنَهُ أَكْبَرْنَهُ وقَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ )يوسف 31
- أي عندما رأين جمال سيدنا يوسف عليه السلام قطعن أيديهن لشدة جمال سيدنا يوسف عليه السلام .
- وهناك تفسيران لهذه الآية هما :
1- أنه عندما شاع أمر زوجة العزيز أنها ترواد فتاها عن نفسه ، أخذت النساء المحيطة بها وهن من علية القوم يتحدثن بهذا الموضوع ، فجمعتهن عندها وقدمت لهن الفاكهة مع السكين وأمرت يوسف عليه السلام أن يخرج عليهن ، فلما رأينه ومن شدة جماله قطعن اصابعهن وعير باليد عن الأصابع - مبالغة في الأمر ، وأنه يعبر عن الأصابع باليد - قال الله تعالى : ( وَقَالَ نِسۡوَةٞ فِي ٱلۡمَدِينَةِ ٱمۡرَأَتُ ٱلۡعَزِيزِ تُرَٰوِدُ فَتَىٰهَا عَن نَّفۡسِهِۦۖ قَدۡ شَغَفَهَا حُبًّاۖ إِنَّا لَنَرَىٰهَا فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ (30) فَلَمَّا سَمِعَتۡ بِمَكۡرِهِنَّ أَرۡسَلَتۡ إِلَيۡهِنَّ وَأَعۡتَدَتۡ لَهُنَّ مُتَّكَٔٗا وَءَاتَتۡ كُلَّ وَٰحِدَةٖ مِّنۡهُنَّ سِكِّينٗا وَقَالَتِ ٱخۡرُجۡ عَلَيۡهِنَّۖ فَلَمَّا رَأَيۡنَهُۥٓ أَكۡبَرۡنَهُۥ وَقَطَّعۡنَ أَيۡدِيَهُنَّ وَقُلۡنَ حَٰشَ لِلَّهِ مَا هَٰذَا بَشَرًا إِنۡ هَٰذَآ إِلَّا مَلَكٞ كَرِيمٞ (31) قَالَتۡ فَذَٰلِكُنَّ ٱلَّذِي لُمۡتُنَّنِي فِيهِۖ وَلَقَدۡ رَٰوَدتُّهُۥ عَن نَّفۡسِهِۦ فَٱسۡتَعۡصَمَۖ وَلَئِن لَّمۡ يَفۡعَلۡ مَآ ءَامُرُهُۥ لَيُسۡجَنَنَّ وَلَيَكُونٗا مِّنَ ٱلصَّٰغِرِينَ (32) قَالَ رَبِّ ٱلسِّجۡنُ أَحَبُّ إِلَيَّ مِمَّا يَدۡعُونَنِيٓ إِلَيۡهِۖ وَإِلَّا تَصۡرِفۡ عَنِّي كَيۡدَهُنَّ أَصۡبُ إِلَيۡهِنَّ وَأَكُن مِّنَ ٱلۡجَٰهِلِينَ (33) فَٱسۡتَجَابَ لَهُۥ رَبُّهُۥ فَصَرَفَ عَنۡهُ كَيۡدَهُنَّۚ إِنَّهُۥ هُوَ ٱلسَّمِيعُ ٱلۡعَلِيمُ (34)
2- والتفسير الثاني وهو الأرجح : أنه عندما تحدثت النساء بفتنة زوجة العزيز بفتاها وأنه اصبحت تراوده عن نفسه - فكان فعل تقطيع الأيدي فعلا إراديا مقصود بذاته - حيث أن امرأة العزيز هي من اشترطت على النسوة تقطيع أيديهن إنْ هنّ أردن أن يراودن يوسف عن نفسه متى ما رأينه وأكبرنه. فنحن نظن أن منطق امرأة العزيز في خطابها مع النسوة حينئذ كان على نحو أن من تُكْبر يوسف (أي أرادت فتنته بمراودته عن نفسه) بعد أن تراه ، فلابد أن تقطع يدها قبل أن تعطى الفرصة إلى ذلك)
- فكان غرض امرأة العزيز من وراء ذلك هو إلقاء عبء التهمة عن كاهلها الشخصي لترمي به على كل بنات جلدتها من النساء
- وإمرأة العزيز كان عندها من الذكاء والحنكة والفطنة أن تتخلص من هذه التهمة ، وكانت على علم بأن كل بنات جلدتها من النساء سيقعن في نفس الفخ لو مررن بالتجربة نفسها، كان من ذكاء ودهاء هذه المرأة غير العادي (كما نتخيله) أن تلملم الخبر بالسرعة الممكنة، فلا يتوسع في الانتشار، وأن تمسك بيدها دليل براءتها الشخصية. من خلال الإشتراط عليهن بأن التي لا تستطيع إغواء يوسف عليه السلام ومراودته أن تقطع يدها!!
وهذا ما حصل بالفعل .
- ولم تستطع أحد من النسوة أن تتنصل من مسؤولية مراودتها ليوسف عن نفسها أمام الملك لأن الأيادي المقطّعة كانت دليلا كافيا على إدانتها !!!
- فكانت أيدي النسوة مقطعات في حين بقيت يد امرأة العزيز نفسها (وهي التي كانت أكثر من شغفها يوسف حبا، وأكثر من راودته عن نفسه) بقيت غير مقطعة، لذا عندما طلب يوسف من رسول الملك أن يستجلي الحقيقة سأله عن النسوة اللاتي قطعن أيديهن:
( وَقَالَ الْمَلِكُ ائْتُونِي بِهِ فَلَمَّا جَاءهُ الرَّسُولُ قَالَ ارْجِعْ إِلَى رَبِّكَ فَاسْأَلْهُ مَا بَالُ النِّسْوَةِ اللاَّتِي قَطَّعْنَ أَيْدِيَهُنَّ إِنَّ رَبِّي بِكَيْدِهِنَّ عَلِيمٌ ) (50)
فلم يتطرق يوسف في طلبه هذا إلى امرأة العزيز نفسها، وهي التي بسببها حصلت هذه المشكلة من أساسها .
- وهذا ما يقوي التفسير الثاني للآية - والله تعالى أعلم .