كيف تحذرنا سورة يوسف من مخاطر النفس الأمارة بالسوء

1 إجابات
profile/ياسمين-عفانه
ياسمين عفانه
علم اجتماع ديني
.
٢٣ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 ورد ذكر النفس الأمارة في سورة يوسف في قول الله تعالى:" وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي ۚ إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي ۚ إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَّحِيمٌ" الآية 53.

حتى نفهم مخاطر النفس الأمارة بالسوء، علينا أن نفق أولاً على كيفية ذكرها في سورة يوسف والسياق التي وردت فيه، وفي النظر في تفسيرات سورة يوسف وبالأخص الآية التي ورد فيها ذكر النفس الأمارة بالسوء، نجد أنها:

وردت هذه الآية على لسان امرأة العزيز، في سياق إقرارها بما فعلت مع يوسف من مراودة عن نفسه، وقصتها مع النسوة التي قطعن أيديهن، وقولها إن النفس لأمارة بالسوء، لأن تبرأت نفسها من الذنب يعني أنها بريئة من التفكير بالذنب وهذا غير صحيح، لذا قالت أن نفسها أمرتها بالسوء، ولكنه لم يقع.

الآية تدلنا على أن النفس كثيراً ما تأمر بالسوء، إلا من رحم الله، أي أن الأصل بالنفس أن تأمر بالسوء والاستثناء هو أن يختص الله عز وجل عباده بأن يصرفهم عن القيام بالسوء وفعله.

ومثال ذلك في سورة يوسف، هو لما نفس امرأة العزيز أمرتها بالسوء كانت رحمة رب العالمين بأن جعل يوسف عليه السلام يرفض الخضوع لطلبه أو هذا كان الحاجز الذي وضه الله عز وجل حتى لا تقع هي ولا هو بالإثم.

وهنا نعلم من سورة يوسف أن النفس تحب أن تجر الإنسان لما هو سيئ، وتعاونه على فعل السوء كما أقرت به امرأة العزيز بالسورة، وأن رحمة الله بعباده هي الحائل الوحيد في وجه هذه النفس.

ولذا يجب على الإنسان بناء على ذلك أن يتخذ احتياطه حتى لا يقع في شراك النفس الأمارة في السوء، ومن هذه الاحتياطات:

  • معرفة النفس معرفة جيدة، وأنها كثيرة الزلل وتغرق الإنسان في بحر الشهوات والشرور، ولذا يجب تهذيبها على نحو متواصل ووضع الحدود لها.

  • الاستعانة الدائمة بالله عز وجل والالتجاء إليه لأنه لا أحد يضمن نفسه وعدم وقوعها بالزلل وفعل السوء.