لماذا الناس تحب الأسلوب أكثر من محتوى الكلام ؟

1 إجابات
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
الأسرة والمجتمع
.
١٦ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 لأنه غالبًا ما يكون الأسلوب هو الأساس في إصال المحتوى في الكلام.

ففي حال كان الأسلوب سلبي مهما كان المحتوى إيجابي لن يكون متقبل.

والسبب في هذا الأمر؛ شخصنة الأسلوب بقدر كبير.

غالبًا ما يربط الإنسان أسلوب الآخر بما لديه من أفكار ومبادئ وتوجهات والأخلاق.

فما يتفق مع توجهات ومبادئ الفرد هو متقبل وما يختلف فهو غير متقبل.

ومن ناحية أخر قد يرتبط هذا الأمر بعدة عوامل وأهمها؛

أولًا: الثقة؛

كلما كان الأسلوب إيجابي كلما كان الأشخاص قادرين على تقديم الثقة والأمن للآخرين.

وهنا يمكن القول أن الحاجة الإنسانية للشعور بالأمن ضمن التفاعلات الاجتماعية أساس التركيز على الأسلوب.

فكلما كان الشخص المقابل لنا لديه أسلوب يظهر فيه الاحترام والتقدير والتقبل والتفهم كنا أكثر تقبل للمحتوى وسماعه حتى وإن كان المحتوى غير صحيح.

ثانيًا: المعرفة؛

كلما قلت المعرفة لدينا وضاقت المدارك كلما كنا أكثر تركيزًا على لأسلوب كوسيلة للهرب والدفاع عن النفس أو للشعور بالأمن.

ويمكن القول هنا أن الأسلوب شكل من أشكال المظاهر الذي يتتبعه الناس ويصدرون الأحكام بناء عليه (إصدار الأحكام بناء على الأهواء) دون النظر لجوهر الحديث.

هذا الجانب قد يكون أثره سلبي على الأفراد لا على من يظهر الأسلوب من الناحية الاجتماعية.

حيث أن عدم القدرة على اتخاذ القرارات وحل المشكلات ضمن عامل المعرفة من الأسباب التي تجعل الأشخاص يركزون على الأسلوب لا على المحتوى.

ثالثًا: النماذج والتنشئة؛

التواجد ضمن بيئة أسرية محددة ووجود نماذج ما معينة بذاتها وعينها سبب في أن يكون الأفراد اعتياد ما على نماذج محددة للأساليب.

وبالتالي عدم وجود نماذج متنوعة في المحيط (الأسرة خاصة) سبب في التركيز على الأسلوب لا المحتوى.

فهنا الاختلاف سبب في إثارة العقل وتشتيت التنبيه عن المحتوى وزيادة التركيز على الأسلوب.

رابعًا: الوعي؛

الدوافع والهدف من الأحاديث تتحكم وبدرجات كبيرة بتوجيه التركيز على المحتوى أو على الأسلوب.

 فعندما يكون الوعي كبير يكون التركيز على الأسلوب أقل من المحتوى لأن الهدف محدد منذ البداية والعكس صحيح.

وهنا يمكن القول إنه كلما زاد الإنسان الوعي لديه تطور تقبله للأساليب المختلفة وكان أكثر قدرة على الانجذاب للمحتوى لا الأسلوب على الرغم من أهمية الأسلوب.

لكن تحقيق الوعي الذاتي سبب في جعل الأسلوب أمر غير متتبع من حيث الأهمية مقابل المحتوى.

خامسًا: الطبيعة والفطرة الإنسانية تلعب دور في هذا الأمر.

حيث أن الأسلوب السلبي والمنفر هو لا إرادي يترك الأثر بالشعور بالضيق والقلق والانزعاج لأنه يثير مشاعر سلبية مثل التهديد.

أما الأسلوب اللطيف الآمن هو سبب من أسباب الجذب.

فالنفس البشرية تميل لكل ما هو آمن لطيف مختلف بشكل إيجابي.

ويمكن أن نوضح هذا الأمر أكثر بمثال الأغاني مثلا.

وجود تناغم في الألحان وقافية الكلام سبب في الجذب وخدع العقل للشعور بالمتعة والراحة على الرغم من أن الكلام قد لا يكون ذو معنى عامل إيجابي يحرك المشاعر الإيجابية سبب آخر.

وكذلك الأمر في الحديث اللهجة والصوت والنبره واستخدام الغريب من الكلام والمضحك من المسببات في خداع العقل للشعور بالمتعة.

الأسلوب المختلف غالبًا ما يكون سبب في جذب الانتباه، خاصة إن لم يكن فيه عوامل تنفير، وفيه قدر من المتعة والمرح والمزاح.

سادسًا: ارتباط الأسلوب ببعض التصورات الاجتماعية؛

 نتيجة للتغيرات الاجتماعية الكثيرة، أصبح الأسلوب في الحديث يدل على نمط من أنماط الحياة الاجتماعية.

وهنا يبدأ الفرد بوضع التصنيفات وإجراء المقارنات التي من خلالها يرى ما يتوافق مع نمطه وطبقته الاجتماعية وما لا يتوافق.

مما يعني أن نجد بعض الأشخاص ينصبون بتركيزهم على الأسلوب ويطلقون الأحكام بناء على التصور الاجتماعي.

قد يكون الأسلوب هنا أحد الأمور التي تهدد المكانة الاجتماعية وبالتالي عليه تركيز كبير.

أو قد يكون الأسلوب هو أحد العوامل التي لا بد من ابتاعها ضمن الدور الاجتماعي للحفاظ على المركز الاجتماعي.

فنجد قوانين عامة عالمية تحكم الأسلوب في الحديث خاصة عندما نتحدث عن قادة أو نماذج إعلامية وما إلى ذلك.

وكأشخاص متابعين لهؤلاء أو نتعامل معهم نكون توقعات بناء على القواعد المتعارف عليها بشكل عالمي مما يجعلنا نركز على الأسلوب لتحقق من اتساق الدور الاجتماعي والمركز والمكانه مع التوقعات والقواعد.

التواجد تحت الأنظار سبب من الأسباب التي تجعل التركيز منصب على الأسلوب ضمن القواعد المصطنعة في عمليات التغير الاجتماعي.