لأن الأمراض والمشاكل النفسية لا ترتبط بعامل واحد فقط وهي وجود الرفاهية أو انعدامها، بل هناك العديد من العوامل التي تؤثر في الحالة النفسية للفرد غير الرفاهية والوضع المادي، بل على العكس تماماً قد يكون الشخص المرفه أكثر عرضة للإصابة بالمرض النفسي من الشخص متوسط الحالة المعيشية أو المتدنية، وأريد التنويه أن المرض النفسي لا يقصد به سمات الشخص بل هو أمر خارج عن سيطرة الفرد نفسه ولا يد له بذلك.
أسباب الأمراض النفسية :
- الوراثة والجينات : العامل الوراثي يلعب دوراً كبيراً في بعض الأمراض النفسية كالفصام والذهان لذلك من المهم الاطلاع على التاريخ المرضي للعائلة، كما أن هناك بعض الاضطرابات النفسية ذات مسببات جينية مثل التوحد ، واضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه (ADHD) ، اضطراب ثنائي القطب ... الخ، العامل الأساسي هنا هو عضوي بحت ولا علاقة برفاهية الإنسان أو غيرها بها.
- بعض الأدوية والمواد المخدرة : هناك العديد من الاضطرابات النفسية والمشاكل التي ترافق تعاطي المخدرات أو الاستخدام غير الصحيح لبعض الأدوية خاصة أدوية الأعصاب ومثبطات المزاج والتي من الممكن أن تسبب اختلال في كهربية الدماغ مما يسبب بعض حالات التشنج العضلي مثل الصرع، الهلاوس والهذيان، الاكتئاب والإدمان وغيرها من الاضطرابات، لذلك يحرص المختص على سؤال الحالة عن أي أدوية وأمراض مزمنة قبل التشخيص.
- البيئة الاجتماعية : المجتمع مرتبط بشكل كبير في كونه من مسببات المرض النفسي والاضطرابات النفسية، مثل اضطرابات القلق العام والرهاب الاجتماعي، واضطراب تشوه الجسم الذي ينتج أحياناً عن معايير الجمال السطحية التي يقدسها المجتمع وتنعكس على صورة الفرد في عين نفسه، اضطراب الأكل العصبي وغيرها.
- التنشئة الأسرية : هناك العديد من أساليب التنشئة الخاطئة التي وبدلاً من أن تربي الطفل تزرع فيه العقد والأمراض النفسية مثل الضرب والإهانة اللفظية والإساءة النفسية والتمييز بين الأبناء والتذبذب في التنشئة وغيرها العديد، مما ينتج عنها اضطرابات وأمراض نفسية مثل النرجسية، السادية، ضعف الشخصية والانسحابية، الكذب المرضي، توهم المرض، الوسواس القهري وغيرها.
كما أن هناك أسباب أخرى عضوية تصاحب بعض الأمراض وأخرى بسبب خلل في الكروموسومات وأخرى فترية تصاحب فترة معينة مثل اكتئاب ما بعد الولادة أو توتر الدورة الشهرية، أسباب الأمراض النفسية عديدة كما رأيت ولا يكون السبب فيها مدى رفاهية الشخص المادة أو النفسية، والأمر يختلف من شخص لآخر بسبب اختلاف المرونة النفسية لدى الأفراد.
30 مشاهدة
