لماذا أشعر بالخوف من الصلاة وهل ذلك له علاقة بالوسواس القهري حيث عند الصلاة أشعر بالدوخة ورجفة شديدة باليدين والقدمين والرغبة في الإسراع في آداء الصلاة؟

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
٢٨ مايو ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
سميت الصلاة بهذا الاسم لأنه صلة بين العبد وربه، وبين المحب بحبيبه، فكيف يكون الشعور بالخوف من الصلاة، والأصل أن يكون الأمان والاطمئنان في الصلاة، فالنبي صلى الله عليه وسلم كان إذا حزبه شيء قام إلى الصلاة، وكان شعاره (أرحنا بها يا بلال) وجعلت قرة عينه الشريفة في الصلاة (وجعلت قرة عيني في الصلاة)!.

- نعم هذا الذي يصيبك عند الصلاة عبارة عن وساوس من الشيطان عليك أن تتخلص منها من خلال ما يلي:


أولاً: قم بحفظ هذا الحديث وكرره كثيراً على مسامعك، عن عبد الله ابن عباس قال: "كنت خلف رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فقال: يَا غُلاَمُ إِنِّي أُعَلِّمُكَ كَلِمَاتٍ احْفَظْ اللَّهَ يَحْفَظْكَ احْفَظْ اللَّهَ تَجِدْهُ تُجَاهَكَ إِذَا سَأَلْتَ فَاسْأَلْ اللَّهَ وَإِذَا اسْتَعَنْتَ فَاسْتَعِنْ بِاللَّهِ، وَاعْلَمْ أَنَّ الأمة لَوْ اجْتَمَعَتْ عَلَى أَنْ يَنْفَعُوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَنْفَعُوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ لَكَ، وَلَوْ اجْتَمَعُوا عَلَى أَنْ يَضُرُّوكَ بِشَيْءٍ لَمْ يَضُرُّوكَ إِلاَّ بِشَيْءٍ قَدْ كَتَبَهُ اللَّهُ عَلَيْكَ رُفِعَتْ الْأَقْلاَمُ وَجَفَّتْ الصُّحُفُ) متفق عليه.

ثانياً: عليك أن تعلم أن هذا أمر طبيعي، قد يحدث معك ومع غيرك، حتى بعض أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم، فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قالوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ، إِنَّ أَحَدَنَا لَيُحَدِّثُ نَفْسَهُ بِالشَّيْءِ يَعْظُمُ عَلَى أَحَدِنَا أَنْ يَتَكَلَّمَ بِهِ، قَالَ: (أَوَقَدْ وَجَدْتُمُوهُ؟ ذَاكَ صَرِيحُ الإِيمَانِ)، أي: هذا هو الإيمان الصَّريح الخالص؛ وعليه فما يحدث معك مصدره الشيطان، يريد أن يعكر عليك تدينك.

ثالثاً: فهذه وسوسة في الصلاة وتتخلص منها بأن تتعوذ من الشيطان الرجيم واتفل على يسارك ثلاث مرات والدليل على هذا ما ورد في الحديث أن عثمان بن أبي العاص جاء إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له: يا رسول الله إن الشيطان قد حال بيني وبين صلاتي وقراءتي يلبسها علي، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (ذاك شيطان يقال له خنزب، فإذا أحسسته فتعوذ بالله منه واتفل على يسارك ثلاثا). قال: ففعلت ذلك فأذهبه الله عني. رواه مسلم.

-وقال تعالى (وَإِمَّا يَنْزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ) سورة فصلت /36

- فهذا نزغ من الشيطان ليظفر بك فأعظم ما يوسوس به الشيطان للإنسان هو ترك الصلاة والتغافل عنها، فيجب عليك مواجهة الشيطان ومحاربته في نفسك، وعدم السّماح له بالتغلّب عليك، وقد وصف الرسول عليه الصلاة والسلام الصلاة بالجهاد الأكبر، لأنَّ جهاد النفس يتطلّب عزيمة وإرادة قوية.

رابعاً: ومن الأمور المعينة على الخشوع في الصلاة والقضاء على ما يحصل معك من رجفة اليدين والرجلين والخوف نت الصلاة ما يلي:
  • أن تتذكر أنك واقف بين يدي الله تعالى.
  • التدبر في معاني الآيات والذكر أثناء الصلاة.
  • الصلاة في مكان بعيد عن الضوضاء والمزعجات.
  • عدم السرقة من الصلاة وهو الالتفات إلى غير مكان السجود. 
  • استحضار الكعبة أمامك، والجنة عن يمينك، والنار عن شمالك، وملك الموت خلفك ينتظر قبض روحك.
  • أن تكون الصلاة صلاة مودع: يعني استحضار أن هذه الصلاة هي آخر صلاة لك في الدنيا.
  • المداومة على قراءة القرآن الكريم والأذكار الشرعية صباحا ومساء، وتقوية الإيمان بالطاعات والبعد عن المنكرات، كما عليك الاشتغال بطلب العلم، فإن الشيطان إن تمكن من العابد فلن يتمكن من العالم. 
خامساً: إذا فعلت الأمور السابقة ولا يزال يحصل معك ما ذكرت فعليك بالرقية الشرعية، فقد تكون محسود أو معيون، والأفضل أن تقرأ الرقية الشرعية على نفسك، أو أن يقرأها عليك شيخ ثقة، وإن شاء الله سيزول هذا الأمر نهائياً بالصبر والتوكل على الله تعالى. 

- والله تعالى أعلم.



  • مستخدم مجهول
قام 1 شخص بتأييد الإجابة