لا يوجد في الشريعة الإسلامية ما يسمى بجهاد النكاح، ولا أصل له لا في القرآن الكريم ولا في السنة النبوية، ولا قال به أحد من العلماء الثقات.
وإنما هو أمر ظهر حديثاً، لتشويه صورة الدين الإسلامي، وتشتيت كل من لا يعرف الإسلام حق المعرفة، ليظن به ظن سيئ، وليصنع صورة مشوهة سيئة عن الإسلام.
وجهاد النكاح الذي يزعمون به، ظهر في سوريا والعراق، يقوم على أن النساء وسيلة لإمتاع المقاتلين وذلك بعقود شفوية يقومون بها لفترة قصيرة من الزمن، يأخذ بها المقاتل من المرأة ما يشاء ثم يطلقها ليتزوج منها مقاتل آخر وهكذا دواليك.
وهذا أمر باطل لا تقره شريعة الإسلامية أبداً، والمرأة أياً كان وضعها تعامل معاملة جميع النساء، وليست وسيلة ليستمتع بها أحد لفترة وجيزة من الزمن، وإنما للزواج شروط واضحة ومحددة تنطبق على الجميع، وبكل الحالات.
وما يقوم به بعض من يدعون انتمائهم للإسلام إنما هو من الفواحش المحرمة التي قال عنها الله عز وجل في كتابه الكريم:" قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَالْإِثْمَ وَالْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ وَأَنْ تُشْرِكُوا بِاللَّهِ مَا لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ" سورة الأعراف / 33.
هذه المسألة، أي جهاد النكاح، واحدة من المسائل التي تثير الشبهات حول الإسلام ولذا يجب العناية بمعرفة الصواب، لرد الشبهة عن الإسلام، بكونه دين يظلم المرأة أو أنه دين شهواني، وإنما هذا ليس من أصل الدين، وعلى المسلم أن يدرك ذلك حتى تختلط عليه الأمور.