كيف يستطيع الانسان أن يناضل من أجل التغيير والتحرر؟

2 إجابات
profile/ندى-ماهر-عبدربه
ندى ماهر عبدربه
Dental hygienist
.
١١ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
 العبودية، والعنصرية، والظلم، وغيرها من المصطلحات التي تشكل أقفاصاً تلتف سلاسل حروفها حول أطراف البشر منذ بدء الخليقة، مما جعلهم ينشدون ترانيم النضال وينسجون ألحان العدل والمساواة في سماء الحرية التي يحفرون طريقها عبر قضبان الزمن منذ عصور. 

كثيراً ما نسمع جملة "نِضَالَهُ مِنْ أَجْلِ حُرِّيَّة بِلَاده وَاسْتِقْلَالهَا" في الكتب وعبر قنوات التلفاز والراديو، نمر عبرها لتترك بداخلنا العديد من الأسئلة التي تدفعنا لرؤية حياتنا من منظور هؤلاء الأشخاص الذين أفنوا حياتهم وسخروا أنفسهم في سبيل حريتهم وحرية أبناؤهم وأبناء شعوبهم، ولعل أبرز سؤال يتردد في هذه اللحظة هو: كيف يستطيع الإنسان أن يناضل من أجل التغيير والتحرر؟
 
 أن جواب سؤالنا يكمن في مكتبة التاريخ، حيث يوجد غصن الزيتون الذي تحمله حمامة السلام عبر فصول الزمن المتجسدة في العديد من الشخصيات التي خلقت أدوات النضال وعبرت من خلالها عن رسالة الحرية والعدالة، ولعل أبرز هذه الشخصيات التي حملت راية النضال بين ضلوعها: 
 
 -المهاتما غاندي

" على المرء أن يدرك أن الحياة رحلة استكشاف مستمرة, رحلة نجاح وفشل وتحقق وإحباط,  عليه أن يبقى عقله منفتحا على العالم وعلى تجاربه, يحاول فهمها ثم يتحرك. "

 
 يعتبر المهاتما غاندي من أبرز الشخصيات التي عرفت بنضالها السياسي، والإنساني حيث استطاع أن يترك بصمة واضحة في العالم من خلال نهجه وأقواله التي خلدها التاريخ وكانت خير مثال على الاحتجاجات السلمية التي تحمل السلام وتندد بالعنف حيث إنه من خلالها استطاع أن يحرر بلاده من فك الاستعمار ويعلن استقلالها. 

-مارتن لوثر كينغ

" ليس السلام هدفاً بعيداً نسعى إليه، بل كذلك وسيلة نصل بها إلى هذا الهدف."
 

 من خلال هذه الكلمات استطاع المناضل والناشط السياسي الإنساني مارتن لوثر كينغ أن يعبر عن رسالة السلام التي يحملها، والتي يرفع أجنحتها نحو السماء رافضاً العنصرية والتمييز، ومعبراً عن أصوات العالم أجمع،  لتنتشر رؤياه عبر القلوب، ويحظى بعدة جوائز مجدت تاريخه الحافل. 

-غسان كنفاني
 
 "وأعرفُ أن الكلمات المَكتوبة تخفِي عادةً حقِيقةَ الأشياء؛ خصوصًا إذا كانت تُعاش وتُحسّ وَتَنْزِف على الصّورة الكثِيفة النّادرة التي عِشناها."


عندما يستنطق القلم وتنزف حروف كلماته على أوراق المنفى الذي هاجرت إليه أرواح البشر وأصبحت كلمة لاجئ تطلق على هوية أجسادهم المسافرة في طريق الغربة، عندها سوف يكون هنالك أحد الكتاب الذي نسج أطياف الوصل بين الوطن المجروح والأرواح المنفية، الكاتب الذي أطلق عليه لقب النضال وحمل راية الوطن في كل ورقة خط حروفها. 
ذلك الكاتب والروائي الفلسطيني يدعى غسان كنفاني، من أعظم الشخصيات التي اتخذت النضال مساراً يقود صوت قلمه نحو الحرية والسعي للتغير، فكان قلمه هو السلاح الذي دافع فيه عن صوت شعبه وأطلق من خلاله رصاص الحقيقة على وهم الاحتلال. 

-ناجي العلي

 عندما يرسم الفنان يحاول دائما أن يستنبط خطوطه من عالم خياله المقتبس من الواقع ليخرج للعالم لوحة فنية تعبر عن رؤية روحه للأشياء، لكن رسام الكاريكاتير ناجي العلي أبى أن يخضع لقيود الخيال وحاول أن يجسد الواقع بتفاصيل حكاية الوطن الذي ينزف على ضفاف المنفى، حاول أن يصور أصوات أنين الحجارة ودموع الثكالى ونضال شهداء الزيتون، ويجسدها خلف وجه حنظلة الذي بقي وجهه ملتف نحو عالم الفنان الراحل وأبى أن يوجه نظره نحو العالم، ليصفه ناجي ويقول: "إن هذا المخلوق الذي ابتدعته لن ينتهي من بعدي بالتأكيد، وربما لا أبالغ إذا قلت إنني قد استمر به بعد موتي."
 
 استطاع رسام الكاريكاتير الفلسطيني ناجي العلي أن يخترق جدران زنزانته عبر (حنظلة)، الشخصية التي ابتدعها لكي يناضل من خلالها القمع، والأسر، والاستبداد الذي وقع على روحه، رسم ناجي العلي خلال حياته المئات من الرسومات التي عبرت عن رسالة قضية وطنه، وسجن معها أرواح شعبه المجروح، فكانت رسوماته سلاح نضاله وأيضاً نصل السكين الذي خطف روحه. 

لا شك بأن النضال من أجل الحرية والعدالة هو غريزة تخلق مع الكائنات الحية، فلا يستطيع الطير أن يحبس في قفص، ولا يستطيع الإنسان أن يخضع للعبودية ومن هذا المنطلق خلق النضال الذي عبر عنه البشر كلٌّ حسب روحه، فكان الفن، والقلم، والموسيقى، والحجارة أسلحة تندد بالعنف، وتطالب بالسلام، والحرية التي خلقت مع الفرد عند أول صرخة خرجت من حنجرة قدره. 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة
profile/الاء-الفارس
الاء الفارس
فلسفة الحياة
.
٠٩ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
القدرة على إحداث التغيير والتحرر من بعض الأمور التي لا تتفق مع المعتقد الشخصي تتطلب وجود مهارات عدة أهمها: القدرة على تكوين توجه فكري. الاستقلالية والتخلص من التبعية، حل المشكلات، تحمل المسؤولية، الإصرار والمثابرة، البحث عن مصادر الدعم المناسبة، زيادة المخزون المعرفي، امتلاك مهارة الحوار، والقدرة على الثبات.

تكوين توجه فكري: احداث التغيير والتحرر بطريقة عبثية أمر غير ممكن وغير مقبول ولا يأتي بأي نتائج مرجوة وعليه لا بد من إيجاد توجه فكري معين قائم على عدة مبادئ ومرتكزات ومعتقدات جديدة تتسق مع الميول والتوجهات في التغيير ونمط التحرر المرغوب، وهنا يمكن أن نجد الكثير من الأشخاص كانوا قادرين على إحداث التغير والتحرر من بعض المعتقدات القديمة المتحجرة من مثل عمل المرأة مثلا، فهنا كان لأول امرأة عملت على إيجاد توجه مختلف عن الآخرين وكانت قادرة على نقلة ومشاكرته من خلال التفاعلات الاجتماعية بطريقة تركت أثر وأحدث التغير بالإضافة إلى وجود العوامل الأخرى طبعًا.

الاستقلالية والتخلص من التبعية: القدرة على إيجاد الاستقلالية على كافة المستويات الاجتماعية والاقتصادية والعاطفية سبب في أن تكون التوجه المستقل فكريًا وبالتالي إحداث التغيير حيث أن أي وجود لأي نوع من أنواع التبعية يعني التقييد وعدم القدرة على التغيير، أما لوجود مشاعر الخوف أو الخجل أو التردد، فالاستقلالية والتخلص من التبعية والاعتماد على النفس سبب في تنمية الثقة بالنفس ورؤية القوة بما لديك من فكر وتوجه جديد ومن ثم إصدار الفعل المناسب.

 حل المشكلات وإدارة المخاطر: احداث التغيير والحصول على التحرر من أي أمر وفي أي موقف يتطلب أن تمتلك مهارة حل المشكلة وإدارة المخاطر، حيث إن وجود الاختلاف ما بينك وبين البيئة من حولك ينتج عنه المشكلات الكثيرة التي لا بد منها ولا مفر منها وهنا وحتى تكون قادر على تطوير هذه المهارة لا بد من امتلاك ما فيها من مهارات ضمنية وهي: القدرة على فهم مواضع المشكلة وتحديدها والبحث عن الحلول المناسبة المتسقة مع الموقف، والعمل على تقييم الحلول المقدمة، ومن ثم تطبيق الحل المناسب وتقديم التغذية الراجعة، اعلم أن هذه العملية أثناء التغيير والتحرر من ما هو مخالف لك لا بد أن تكون عملية مستمرة ملازمة لك غير منتهية، ففهي حال انتهت هذه القدرة في أي مرحلة من المراحل اعلم أنك فاقد لزمام الأمور وللقدرة على التغيير.

تحمل المسؤولية: احداث التغيير والتحرر يعني القدرة على تحمل مسؤولية الأفعال الصادرة عنك على كافة المستويات الاجتماعية والعاطفية والنفسية والقانونية حتى، وحتى تتمكن من تحمل مسؤولية الأمور التي تتعرض لها لا بد من امتلاك الوعي الكافي بالذات والتوقف عن لوم البيئة أو الأشخاص والآخرين على ما تمر به من أمور سواء سلبية أو إيجابية أعلم أن كل ما يحدث لك في هذه الحياة هو ناتج عن سلوكياتك الشخصية وقرارتك، بمجرد وصولك لهذا الفهم أنت متحكم بعملية التغيير والتحرر.

 الإصرار والمثابرة: إيجاد الدوافع الذاتية الداخلية والتخلص من الدوافع الخارجية سبب في أن تكون مصر ومثابر على ما تقوم به من تغيير وما تريد أن تحرزه من تحرر على مستوى الفكر أو العادات أو الثقافة وهنالك الكثير من الأمور من حولنا لا بد أن نغيرها ونتحرر من قيودها من خلال الإصرار والمثابرة وخلق الدواف الداخلية المرتبطة بالأهداف الشخصية.

 البحث عن مصادر الدعم المناسبة: لا بد أن تبحث عن مصدر دعم إما خارجي أو داخلي يعزز ما لديك من فعل حيث إن فقدان الدعم على المستوى الداخلي والخارجي سبب في فقدان الثقة بالنفس وفقدان تقدير الذات مما يعني فقدان القدرة على إحداث التغير والإيمان بالنفس.

زيادة المخزون المعرفي: حتى تتمكن من التغيير والتحرر لا بد أن يكون هذا الأمر قائم على أسس مقبولة ولقصور المعرفة البشرية لا بد من الاستزادة وبشكل دائم بالمعرفة حول موضوع التغيير التي تساعد على الاستمرار قدر الإمكان لأن لولا المعرفة لن تكون قادر على تقديم الحجة والبرهان والدليل على أن ما تقوم به من فعل يعود عليك بالأثر الإيجابي أولًا وعلى الآخرين ثانيًا.

امتلاك مهارة الحوار: التغيير مواجه دائمًا بالحوار من قبل الآخر وإن صح القول بالجدال من قبل الآخرين وهنا لا بد أن تكون قادر على امتلاك مهارة الحوار المتضمنة الاستماع والتقبل وجهات النظر الأخرى والابتعاد عن إصدار الاتهامات والأحكام، والقدرة على بيان ما لديك من وجهة نظر بلغة سليمة فيها نوع من الاحترام للنفس وللطرف الآخر، هذه المهارة سبب في احترام ما لديك من تغيير على الرغم من عدم التقبل ولكن مع الوقت يكون الحوار وما فيه من معلومات ودلائل وبراهين سبب في إحداث التغيير على المستوى النفسي وعلى مستوى المحيط.

القدرة على الثبات: القدرة على مواجهة المشاعر السلبية المختلفة أثناء التغيير ومحاولة التحرر أمر ضروري ولا بد منه لأنه فقدان هذه القدرة يعني فقدان عوامل الثبات. ومن الأمور التي لا بد من مراعاتها في الثبات عامل الوقت فالتغير والتحرر قد يحتاج منك الكثير من الوقت ويمكن القول أنه يحتاج لسنوات، لأنك في هذه المرحلة قد تتعرض لبعض الصراعات النفسية لوجود اختلاف ما بين ما هو موجود وما سيكون موجود، وحتى تصل لمرحلة التوازن والثبات لا بد من التخلص من القيم والأفكار القديمة وبناء الجديد منها, 

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 2 شخص بتأييد الإجابة