كيف يتم علاج التأتأة و فوبيا الأماكن العامة .و فوبيا الحشرات و فوبيا الماء؟

 إن الخوف يعد أحد المشاعر الطبيعية التي يحسها ويشعرها جميع البشر في فترات معينة وتحت ظروف خاصة، إلا أنه في بعض الأحيان، يزداد عن حده الطبيعي، فيصبح سلوك الخوف أمرا مرضيا ويتحول إلى فوبيا أو الرهاب، ويصبح الموضوع بحاجة إلى العلاج. هناك أنواع عديدة وغريبة من الفوبيا، وأكثرها انتشارا بين الناس هي فوبيا الحشرات.

أعرف صديقة لي، عندها خوف غير مبرر من الطيور، فإذا ما كانت في مكان ما واقترب منها طيرا ما، فقد تصرخ أو تصاب بالإغماء في مكانها أو البكاء كالأطفال، وهو أمر محرج للغاية في وجود الغرباء الذين لا يتفهمون مخاوف الآخرين، لذلك هي لا تحب الخروج كثيرا من المنزل وتفضل البقاء في الأماكن المغلقة. أي شيء يمتلك الريش يسبب لها ذعرا، حتى لو كانت مجرد دجاجة. وفي رحلة لها مع زوجها في شهر العسل، عندما قاما بالسباحة، قام مسؤولو المنتجع السياحي برمي فتات الخبز للأسماك، وحركة الأسماك السريعة سببت لها ذعرا، وتقول أن خوفها كان بسبب تشابه حركة السمك السريعة تحت الماء بالطيور، مما جعله تهرب من الماء باتجاه القارب اعتقادا منها أن السمك يطاردها.

لذا نرى أن الفوبيا تؤثر على حياة الأشخاص بطريقة سلبية ومؤلمة، حيث ينعدم المنطق عند الشخص، ولا يعود يرى الأمر بطريقة معقولة رغم أنه بالغ وعاقل. وقد يستطيع المصاب بالفوبيا تذكر سبب إصابته بهذا النوع من الرهاب، فقد تكون حادثة معينة حصلت معه في طفولته أو في الماضي البعيد، أثرت فيه إلى حد الانزعاج، وقد لا يكون قادرا على معرفة مصدر وتاريخ الفوبيا عنده إلا أنه على دراية تامة بأن أمرا معينا يزعجه، فيحد من نشاطه ويجعله يعيش حياة مأساوية.

وفي معظم الحالات، إن لم تكن جميعها، ترتبط الفوبيا باضطرابات نفسية أخرى، منها اضطراب القلق، والاضطراب القهري وأنواع الخوف والاكتئاب المزمن والوساوس، وهي خوف من المجهول يدمر حياة المصاب، فهو يفسر الأمور على أنها ستنتهي بهلاكه، فيفقد الأمل ولا يشعر بالتفاؤل فيخاف خوفا مبالغا به.

قد يزيد احتمالية إصابة الشخص بالفوبيا بسبب البيئة أو المواقف السابقة، أو الاستعداد الجيني، ويكون الخوف ملازما للشخص، فتجده في الموقف يحس بقلق ورعب شديدين، وتبدأ ضربات قلبه بالازدياد بقوة ويتعرق بصورة مبالغ بها. 

يتم علاج الفوبيا عن طريق بدء المريض بمراجعة أفكاره ومعلوماته لمعرفة سبب الفوبيا، ومن ثم محاولة مواجهة الأمر الذي يستثيره ويخيفه بشكل تدريجي، وليس بطريقة مفاجئة، وذلك في سبيل تقليل الخوف وليس زيادته، أي بعكس التجنب. والأفضل بالطبع هو استشارة الطبيب أو الأخصائي النفسي، ليقوم بعلاج المريض سلوكيا بمراجعة الأفكار التي تخيف المريض وتتسبب في قلقه وأصابته بنوبات الهلع، وبناء على ذلك التدرج بمواجهة المسبب، أو دوائيا بحسب ما يراه الاخصائي مناسبا لحالة المريض 

 

مبدئيا لا يوجد علاج فوري للتأتأة، المعالجة من التأتأة هي مرحلة طويلة الأمد (long term treatment).. و هنالك مشاكل تجعل التأتأة تزداد سوءاً منها القلق، التوتر، الضغط النفسي و نقص الثقة بالنفس.. إذا عملنا على حل تلك المشاكل سيتحسن تدفق الكلام بشكل واضح..

حاول أن تتكلم ببطئ، فكر بما ستقوله بداخلك و بهدوء قبل أن تقوله ثلاث مرات على الأقل، هذا سيحسن من تدفقك الخطابي لأن بمجرد التفكير بما ستقوله بتروي فأنت تهيئ عقلك الباطن للكلام المتدفق و ستشعر بأن بإمكان الكلمات ان تخرج من فمك بسلاسة أكثر و سينعكس هذا الشعور على تصرفك و ادائك الخطابي.. 
من الجوانب الايجابية للتأتأة أن يجب على مريضها ان يفكر بما سيقوله قبل ان يقوله، و هذا سيزيد من وعيه الذاتي لأن أفكاره و ما سينطق به عرضة للفحص قبل ان تخرج من فمه، فضع القلق جانباً و حاول ان تستمتع بتجربتك في الرحلة العلاجية، لأنها لن تشفيك على مستوى الكلام فقط، بل ستثريك نفسياً و على مستوى الوعي الذاتي..

ايضا جرب التحدث مع نفسك امام المرآة عن طريق استخدام التمرين الاول و بصوت عالي..

ابحث عن تقاطيع الكلام و الكلمات التي تتلعثم بها بشدة، و اكتبها على ورقة و رددها بينك و بين نفسك، ثم حاول ان تنطقها عالياً..

جرب ان تتأمل بطريقة الmidfulness فهو يساعد كثيراً للاشخاص الذين يعانون من التوتر و القلق و التشتيت و عدم التركيز، فهو يساهم في صفاء الذهن و إحقاق الهدوء في نفس الإنسان، ابحث و أقرا عن الmidfulness و تعلم كيف تطبقه..

اما بالنسبة للفوبيا، فأفضل علاج لها هو علاج التعرض التدريجي، لكي تتدرب على إدارة ردات فعلك، مثلا لديك فوبيا من المصاعد، بالبداية نأتي لك بصورة مصعد و نجعلك تحدق بها، و خلال تحديقك بها ستحاول تأمل ردات فعلك و تحاول ان تديرها، ثم ناتي لك بمجسم مصعد و نضع صورتك به و نجعلك تتأمل فكرة وجودك في مصعد، ثم نضعك اما مصعد مع المزيد من التأمل، ثم نحاول ان نجعلك تصعد بنفسك الى الطابق الاول و هكذا.. حتى يتم محو هذه الفوبيا تماما..

الفوبيا هي الخوف اللامبرر من شيء معين، و هي نتيجة اثار تطورية محفورة في لا وعينا كبشر، إحصائيا البشر لديهم فوبيا من الاماكن المرتفعة و الحشرات و الزواحف و الماء اكثر من فوبيا السيارات و المصاعد، و لأن القلق هو ردة فعل يفرزها الدماغ لكي يطور الية دفاعية كالهرب، فما زالت الفوبيا بانواعها محفورة في لاوعينا لأنها من اثار التطور و البقاء عند الانسان البدائي، و بالتأكيد هنالك طرق لتدريب اللاوعي و التخلص من تلك المخاوف..

بالتاكيد يمكن التخلص منهم جميعا لان سببها الخوف والافكار السلبيه التي تسيطر عليك، لكن علاجها يكمن فى حضور جلسات مع اخصائي نفسي، ويجب ان يتدخل معك من خلال منهج معرفي سلوكي، ومنها تدريبات لكيفيه مقاومه الافكار السلبيه ، والتدريب على تقنيات الاسترخاء، والتدريب على طرق المواجهة، ويتم استخدام اسلوب سحب الحساسيه التدريجي، انصحك بالاستمرار فى ممارسه هذه التمارين لكي تحصل نتيجه مرضيه لك.

سؤال مهم فالتأتأة يمكن التعامل معها من خلال ( تعزيز ثقة الشخص بنفسه ، والقيام بعمل جلسات من خلال غخصائي النطق وكذلك تشجيعه على المشاركة الإجتماعية . 
وأما بالنسبة لموضوع الفوبيا الحشرات أو الماء أو الأماكن المرتفعة فمن وجهة نظري أفضل طرق العلاج هي .

نصيحتي لك يا أخي إذا أردت إجابة وافية عن كل إضطراب يفضل أن يكون في سؤال لوحده حتى تجد إجابات متنوعة من أهل الخبرة.