كانت الحروب في القرون الماضية تسفر عن غالب ومغلوب ، وكان الغالب يفرض شروطه كأن يستعبد من يشاء من الجنود أو المدنيين فيصبحون بحكم ملك اليمين ،
وفي كل الأمم السابقة كان هذا العرف سائدا فيهم .
فانتشرت تجارة الرقيق وأقيمت لها الأسواق .. ومع ظهور الإسلام تبدلت أحوال العبيد في ظل المجتمع المسلم فالتعاليم الجديدة حددت كيفية التعامل مع العبيد
والجواري ،
وكان من الأخطاء التي يرتكبها المسلم تحتم عليه إعتاق عبد وتحريره ،
وجاءت تعليمات رسول الله صلى الله عليه وسلم تحدد كيفية التعامل مع العبد بأن تطعمه مما تأكل وتلبسه مما تلبس وأن لا تكلفه فوق طاقته ،
وأن تكاتبه إن أراد التحرر بأن يؤدي عملا مقابل حريته ،
أما الجارية فهي تصبح حرة مجرد أن تصبح أما ،
أما في عصرنا فقبل مائة وخمسين عاما كانت تباع الحرة في أسواق لندن كما يباع المتاع ،
واليوم وإن اختفت العبودية بأشكالها القديمة لكنها عادت بوجوه جديدة وأشد قبحا ، فما استخدام العاملات
اللواتي يأتى بهن من بلاد بعيدة وهن بأشد حالات الفقر ..
والعامل الذي يرضخ لكل أنواع الذل مقابل دراهم لا تكفي حاجته بأحسن حالا من العبودية التقليدية ،
وأخيرا ربما كانت الحياة في تلك العصور أكثر كرامة وعدلا ورقيا ..