كيف تعبّر لشخص عن إساءته إليك وجرحه لمشاعرك؟

 حتى تتمكن من التعبير عن ما لديك من شعور سلبي نتج عن جرح مشاعرك لابد من إيجاد طريقة تواصل مع الآخر يمكن من خلالها التعبير عن النفس بطريقة واثقة وصريحة بعيدًا عن الخوف أو الخجل أو المحسوبية ويكون ذلك من خلال:

التخلي عن الضعف؛ التعامل مع الذات والتوقف عن النظر للنفس بأنها ضعيفة لأنها تشعر بالسوء نتيجة الإساءة والكلام السلبي أمر مهم ولا بد منه، لا بد أن نتخلى عن الأفكار التي تم اكتسابها خلال التنشئة الاجتماعية التي تجعل من الشخص الحساس والعاطفي شخص ضعيف، أنظر إلى أن التعبير عن السوء الذي بداخلك طريقه لتكون شخص أقوى، وطريقة لتصحيح العلاقات بينك وبين الآخرين، لأن جرح المشاعر وعدم الحديث عنه يعني كسر العلاقة دون العمل على إصلاحا وبالتالي فقدانها وتلاشيها، وعليه عليك أن تعبر وبشكل صريح وواضح حول الأمر الذي سبب الإساءة إليك، أخبر الشخص بما جعلك تشعر عندما تصرف بتصرف معين أو عند صدور قول معين عنه.

استخدم الحديث الشخصي؛ عندما تعبر عن المشاعر المؤذية لا تجعل الحديث عام خصص الحديث واحصرة بك شخصيًا حتى يكون الطرف المقابل لك على علم وبينه بأنك أنت من تأذى من حديثة أو تصرفه، الحديث العام غالبًا يجعل الشخص المقابل غير مهتم بنتيجة سلوكه لأنه لا يرى الأثر بشكل محدد وجلي على شخص أو فئة مما يعني استمرار ظهور السلوم المؤذي للمشاعر.

العمل على إيجاد حوار يهدف لتأسيس مسؤولية عاطفية مشتركة؛ بحيث تدير حوار تكون فيه والطرف المقابل لك على وعي تام وفهم كامل بالخطوات التي لا بد من اتخاذها لمنع المواقف المؤذية للمشاعر وللنفس، يضمن لك الحوار تحمل مسؤولية التعبير عن المشاعر ويضمن للطرف الآخر اكتساب الوعي الكافي، وبالتالي تحمل مسؤولية إحداث التغيير اللازم للشعور بالرضا.

ويشير د. جريجوري إل جانتز إلى عدة أمور لا بد من اتباعها عندما نعبر عن المشاعر السلبية:

الوعي الذاتي؛ يقصد بالوعي الذاتي معرفة ما لديك من مشاعر ووصفاها ومعرفة ما كان سبب في نشوئها وهل الأسباب مقصودة أو غير مقصودة، اسمح للنفس بالتحليل والتفكير المنطقي، حتى تتمكن من جعل التعبير عن المشاعر بصالحك وله أصل إيجابي، وهنا لا بد من فصل الموقف الحالي عن المشاعر السابقة التي كانت سبب في الشعور بالألم، والابتعاد عن خلط الأمور حتى لا تفقد السيطرة على الحوار والنفس.

عند التعبير عن ما آذاك من قول أو فعل قدم ما لديك من وجهة نظر في الأمر دون اللجوء للإنفعالية والدفاعية، الالتزام فقط بمشاعر الإيذاء دون تنفعاليه أو عنف فأنت تسمح للشخص المقابل لك بأن يشرح موقفه بطريقة تسمح بإعادة التواصل بطريقة توفر الحلول والتسامح.

تحمل المسؤولية في بعض الحالات عندما تعبر عن ما لديك من خيبة أمل ومشاعر سلبية لا بد من الاعتراف بما لك من مسؤولية في صدور السلوك عن الشخص الآخر، عليك العلم أن كل شخص مسؤول عن نتائج سلوكه فأنت مسؤول عن السلوك الذي استفز الشخص الآخر على أن يجرحك، والشخص الآخر مسؤول عن السلوك الذي تسبب في جرحك. وعليه تقديم الاعتذار عن السلوك الصادر منك وسيلة أولية نحو حل بطريقة صحيحة، ولكن هنا كن على وعي وإدراك أن لا تتحمل المسؤولية من طرفك وتكون تحت تأثير قبول الذنب الكاذب من الآخرين.

اعط نفسك الوقت الكافي للتفكير في الموقف ولا تجعل الردود السريعة هي التي تحكم الموقف، إعطاء الوقت مقابل الإساءة العاطفية يساعد على تعلم مهارات الاستجابة بشكل مناسب مما يمنح تعبيرك عن المشاعر قوة ومعنى أكبر، فهو مدروس، مبني على أسس فكرية واضحة.

اجعل الرغبة في استمرار العلاقة السبب في التعبير عن مشاعر السوء؛ عندما تتحدث لشخص ما عن أمر مزعج ومؤذي حافظ على إظهار الحب في نهاية المطاف لابد من إعطاء الآخرين فرصة لبيان وجهات النظر، وليس الهدف من التعبير إنهاء العلاقات، اجعل إصدار الأحكام أمر تتخذه بعد الخطوات السابقة.

عندما تعبر عن ما لديك من مشاعر ضع الحدود، لا تهاب أن تعبر عن ما لديك من حدود لا يجوز تجاوزها للشخص المقابل مهما كان هذا الشخص ومهما كانت مكانته، وضع الحدود هو تعريف للآخر بهويتك وشخصيتك.

عندما تعبر عن ما لديك من حرج إياك أن تجعل المشاعر السلبية سبب في تجريدك من أسباب السعادة لا تظهر بمظهر الضعيف إما من جرحك، تحلى بالثقة، واجعل السلوك المؤذي للمشاعر ضمن نصابه الصحيح، هذه القوة ستجعل من الشخص المقابل قادر على إعادة التفكير بما لديه من سلوك وقادر على الاعتذار بطريقة صحيحة.

ومن وجهة نظر شخصية أرى أن التعبير عن المشاعر السلبية وعن الجرح يكون من خلال التحلي بالثقة والشجاعة والقوة، ومن ثم العمل على ترتيب الأفكار المراد الحديث فيها وجمع المعلومات الكافية التي تجعلك واعي بما تشعر، واللجوء للحوار الصريح الهادئ، وتقديم الحلول والخيارات لحل المشكلة، ومن ثم اتخاذ القرار الصائب والموقف اللازم حول الأمور. 

المصدر: