الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد؛ سيدي القارئ أختي القارئة إن الملل شيء طبيعي في حياة الإنسان فلولا الملل ما كان الشعور بالغمرة والسرور، الشعور بالفرح، الإحساس بالسعادة فهذه الفجوات خلقها الله فينا لنشعر بفرح بعد حزن، ببرد بعد حر، بنجاح بعد فشل، بفرج بعد عسر وهذا التقلب بين الأحسن والسيء نعمة من نعم الله سبحانه وتعالى، فكم من غربي غير مسلم انتحر بسبب الغنى الفاحش ليس لأنه يتمتع بنعمة لطالما تمناها الفقير ولكن لغياب هذا التقلب بين الغنى والفقر أحيانا.
لكسر روتين الملل أخبرنا الني صلى الله عليه وسلم بهذا الحديث الشريف «اللهم إنا نعوذ بك من الهم والحزن والعجز والكسل والبخل والجبن وغلبة الدين وقهر الرجال»
أشياء كثيرة كان يفعلها النبي صلى الله عليه وسلم في بيته كمساعدة أهله فكان يعين زوجاته على تحضير الأكل وكان يرقع الثوب ويحلب الشاة ويرتب البيت كثير من الأمور كان يقضيها في أوقات فراغه وكان صلى الله عليه وسلم حريصا على اغتنام الوقت والعمل فيه، كان النبي محمد كثيرا ما يقرأ القرآن الكريم لعظمة أجره وفوائده العديدة، قال الله تعالى: «لو أنزلنا هذا القرآن على جبل لرأيته خاشعا متصدعا من خشية الله» فما بالك بنفسية تشعر بالملل أو الضجر أو شيء من الحزن ويقرأ عليها شيء من القرآن الكريم فإنه لا يدع شيئا إلا وأصلحه وطهره فهو داء للملل ونشاط للجسم وشفاء لما في الصدور.
الملل في البيوت شيء عادي ومن أراد القضاء عليه ملأ وقته بمساعدة الأهل وإصلاح الأعطال في البيت، تجميل الحديقة، رعاية الحيوانات الأليفة، ملاطفة وتعليم الأطفال الصغار، مطالعة الكتب، حفظ الأحاديث النبوية الشريفة، وأحسنهم وأجملهم وأروعهم قراءة القرآن الكريم والتمتع بكلام الله سبحانه وتعالى. والله أعلم وصل اللهم على نبينا وحبيبنا وسيدنا محمد بن عبد المطلب وعلى آله وصحبه أجمعين.