بالاجتهاد في الطاعات الظاهرة والباطنة، مع إخلاص النية إلى الله في ذلك.
فإنه كما أن العبد في الدنيا يدفع ثمناً للعتق من العبودية ونيل حريته، فإنك بحاجة إلى دفع ثمن عتقك من النار، وهذا الثمن هو طاعة الله واستغلال فرصة شهر رمضان وما فيه من مضاعفة الأجور وتقييد مردة الشياطين لتقديم ثمن هذا العتق.
ومن الأعمال التي عليك التركيز عليها في شهر رمضان لتنال العتق من النار:
1. أن يكون صيامك إيماناً واحتساباً حتى تنال مغفرة ما تقدم من ذنوبك، كما جاء في الحديث (من صام رمضان إيماناً واحتساباً غفر له ما تقدم من ذنبه)، ومعنى ذلك أن يكون صيامك استجابة وخضوعاً لأمر الله مخلصاً فيه الأجر محتسباً فيه نية التقرب إلى الله ونيل محبته، لا أن يكون صيامك صيام عادة وتقاليد كما هو صيام كثير من الناس.
والفرق بين الصيامين صيام العبادة والقربة والاحتساب وصيام العادة والتقاليد، أن الأول تصوم فيه جوارحك وقلبك عن المعصية والشهوات كما يصوم بطنك وفرجك فتحفظ لسانك من الفحش وقلبك من الحقد والغل والحسد وعينك من الخيانة والنظر إلى الحرام، أما صيام العادة والتقاليد فبطنه صائمة عن الطعام والشراب ولكن لسانه مفطر على لحوم الناس بالغيبة والنميمة وكذلك سائر جوارحه منغمسة في المعاصي لا تنتهي.
2. قيام شهر رمضان إيماناً بالله واحتساباً للأجر عنده، فتحرص على صلاة التراويح جماعة إن تيسر لك أو في المنزل مع أهل بيتك، تصلي فيها ثماني ركعات على الأقل ثم توتر بثلاث، وإن زدت على الثماني إلى العشرين فهو حسن، ولو حرصت على ختم القرآن في صلاة التراويح فهو أفضل وأفضل.
3. تكثر من قراءة القرآن وتحرص على ختمه ختمة على الأقل كل ما زدت فهو خير وأفضل، فرمضان شهر القرآن وكان النبي عليه الصلاة والسلام يعارض القرآن مع جبريل في كل عام فيقرأه، وكان السلف يجتهدون في ختم القرآن في رمضان وبعضهم يختم في كل يوم وليلة ختمة.
4.الصدقة وتفقد أحوال الناس والمساكين والفقراء خاصة في هذا الزمن الصعب، فقد كان النبي عليه الصلاة والسلام أجود الناس وكان أجود ما يكون في رمضان كما قال ابن عباس رضي الله عنهما.
5. أن تحافظ على لسانك رطباً بذكر الله، فتحرص على أذكار الصباح والمساء والإكثار من الاستغفار والتوبة والتسبيح والصلاة على النبي عليه الصلاة والسلام.
6. تحرص على صلة الرحم والاطمئنان عليهم وقضاء حوائجهم.
7. أن تصون جوارحك وقلبك عن معصية الله.
8. أن تحرص على دعاء الله ورجائه أن يختم لك شهرك بالعتق من نيرانه ونيل رضوانه.
وليكن اجتهادك في العشر الأواخر أشد من اجتهادك في سائر الشهر، فتحرص على الاجتهاد في ليلها أكثر من سائر الليالي لعلك تدرك ليلة القدر فستعد سعادة لا تشقى بعدها أبداً.
وأنبهك أخيراً أن يكون تركيزك على حضور قلبك وخشوعك أكثر من اجتهادك على تعب جسدك وظاهرك.
والله أعلم