هل وردت أحاديث صحيحة في عتق الأحياء والأموات من النار في شهر رمضان المبارك

1 إجابات
profile/د-محمد-ابراهيم-ابو-مسامح
د. محمد ابراهيم ابو مسامح
ماجستير في التربية والدراسات الاسلامية
.
١٧ أبريل ٢٠٢١
قبل ٤ سنوات
نعم وردت أحاديث أن لله تعالى عتقاء من النار في شهر رمضان، وذلك كل ليلة.

فقد صح وثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم أحاديث عن العتق من النار منها:

1- عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (إِذَا كَانَ أَوَّلُ لَيْلَةٍ مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ صُفِّدَتْ الشَّيَاطِينُ، وَمَرَدَةُ الْجِنِّ، وَغُلِّقَتْ أَبْوَابُ النَّارِ، فَلَمْ يُفْتَحْ مِنْهَا بَابٌ، وَفُتِّحَتْ أَبْوَابُ الْجَنَّةِ، فَلَمْ يُغْلَقْ مِنْهَا بَابٌ، وَيُنَادِي مُنَادٍ: يَا بَاغِيَ الْخَيْرِ أَقْبِلْ، وَيَا بَاغِيَ الشَّرِّ أَقْصِرْ، وَلِلَّهِ عُتَقَاءُ مِنْ النَّارِ، ذَلكَ كُلُّ لَيْلَةٍ). رواه الترمذي وابن ماجه وحسنه الشيخ الألباني.

2-
كما ورد عن الصحابي جابر رضي الله عنه أنه قال: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(إِنَّ لِلَّهِ عِنْدَ كُلِّ فِطْرٍ عُتَقَاءَ، وَذَلِكَ فِي كُلِّ لَيْلَةٍ).
رواه أحمد وابن ماجه. وصححه الشيخ الألباني.

3- -كما صح عن أبو هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال صلى الله عليه وسلم: (إنَّ لله عتقاءَ كل يوم وليلة، لكلِّ عبد منهم دعوةٌ مستجابة)، رواه الإمام أحمد.
وقد قصد هنا في كل ليلة ويوم أنه في شهر رمضان، وهذا الحديث صحيح، وكان الشك بهذا الحديث من هو الراوي أبي هريرة أو أبي سعيد - رضي الله عنهما -ومن المعروف بأن الشكُّ في اسم الصحابي لا يضُر، لأن سند الحديث صحيح على شرط الشيخين. مسلم والبخاري

وهناك أحاديث ضعيفة وموضوعة وردت في العتق من النار لم تصح عن النبي صلى الله عليه وسلم،
وهذه الأحاديث بكل أسف يتداولها بعض الناس منها:

1- ما روي عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إذا كان أول ليلة من شهر رمضان نظر الله إلى خلقه، وإذا نظر الله إلى عبد لم يعذبه أبداً، ولله كل يوم ألف ألف عتيق من النار، فإذا كانت ليلة تسع وعشرين أعتق الله فيها مثل جميع ما أعتق في الشهر كله). هو حديث موضوع. جاء في ضعيف الترغيب والسلسلة الضعيفة للشيخ الألباني رحمه الله.

2- أيضا ما روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: (إن الجنة لتبخر وتزين من الحول إلى الحول لدخول شهر رمضان، فإذا كانت أول ليلة من شهر رمضان هبت ريح من تحت العرش يقال لها المثيرة قال: ولله عز وجل كل يوم من شهر رمضان عند الإفطار ألف ألف عتيق من النار كلهم قد استوجبوا النار، فإذا كان آخر يوم من شهر رمضان أعتق الله في ذلك اليوم بقدر ما أعتق من أول الشهر إلى آخره..). وهذا حديث موضوع. كما جاء ضعيف الترغيب.

3- وهناك أيضا حديث عن الحسن أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (إن لله عز وجل في كل ليلة من رمضان ستمائة ألف عتيق من النار، فإذا كان آخر ليلة أعتق الله بعدد من مضى). حديث ضعيف. كما جاء ضعيف الترغيب.

ونلاحظ من الأحاديث السابقة والتي صحت وثبتت عن النبي صلى الله عليه وسلم أن الله تعالى له عتقاء من النار وذلك في أول يوم من رمضان ولهم مغفرة من ذنوبهم، كما أن الله تعالى يتفضل علينا بكرمه ورحمته ولطفه بقبول الصيام وقَبول العبادات، وأنه برحمته يصفد الشياطين ليحفظنا من المعاصي التي هي أهم أسباب العذاب،

ومن فوائد هذه الأحاديث:
أولا: نرى الكثير من المسلمين يجتهدون ويتسابقون إلى الإحسان والطاعات في هذا الشهر الفضيل للفوز من العتق من النار،

الثانية: أن الله تعالى يعتق الكثير من عباده في كل ليلة ويوم بأعداد مجهولة لا نعلمها فلكل عتيق دعوةً مستجابة، وهذا الأمر يشجع الحماس عند الصائمين للإكثار من الدعاء وسؤال الله تعال أن يتقبل دعواهم وصيامهم وأن يلبي حوائجهم، وأن يحقق مبتاغهم وأمنياتهم وأن يفرج كُرَبهم، فالمسلم ينبغي أن يكثر من طلب العتق من النار وأن يحسن الظن بالله تعالى لعلهم يفوزون بالعتق من النار لذلك ينبغي للصائم أن يتحرَّ ا أوقات الدعاء، خاصة عند الإفطار.

ثالثا: أن الله تبارك وتعالى يعتق الأحياء والأموات أيضا من النار وذلك بالدعاء فلربما عتق الله ميتا بكثرة دعاء ولده أو قريبه فينبغي أن نحرص أيضا أن نشمل دعاء العتق من النار لنا ولوالدينا ولذرارينا ولجميع أموات المسلمين.

اللهم اجعلنا ووالدينا وأزواجنا وذرياتنا من عتقاء شهْرِك العظيم ونسألك أن تستجيب دعاءنا، فأنت أكرم الأكرمين وأجودُ المسؤولين.