كيف أصلح سريرتي؟

باستدامة مقاومة الهَوى ، فغاية الإنسان وهو يشقّ طريقه كادحاً لربّه ، أن يلقى ربّه بصالح السر ، فإنّ الله لا ينظر إلى صورنـا ولا إلى أشكالنا ، ولكن ينظر ماذا تفعل القلوب ، وأهمّ ما يُصلح السرائر هو المصابرة على عبادات السّر ، وكثرة الذّكر ، ومناجاة الله تعالى في الخلوات. 

أكثر ما يعين الإنسان المؤمن في إصلاح سريرته هو استشعاره لرقابة الله له في كل نفسٍ ولمحة واطِّلاعه جل جلاله على ما يستتر في باطنه وما يجول بخاطره وما يكمن في داخله فحين تراقب قلبك وتكون واعيا للأفكار والمشاعر والخواطر التي تتوالى عليه طوال الوقت فإنك تكون أقدر على ضبط نفسك والتحكم بانفعلاتك وإصلاح سريرتك. ذكِّر نفسك كل ساعة وكل لحظة أنه سبحانه الآن يراك وينظر إلى قلبك فماذا تحب أن يرى فيك ومنك؟ إنه سبحانه يحب أن يرى في قلب عبده الصفاء والصدق والإخلاص وحب الخير للناس وأكثر ما يُرضيه سبحانه أن ينظر إلى قلبك فلا يجد أحدا فيه إلا هو جل جلاله إلا حبه والشوق إليه فهو المحبوب الأبدي السرمدي الذي ينبغي للقلب الاّ يتعلق إلا به.

"ففروا إلى الله" هذا هو أنسب حل لك لإصلاح حالك وذهاب همك وحزنك، فبعدك عن الله سيتسبب في معاقبتك ذاتياً.
الله - سبحانه وتعالى - أرحم بالعبد من نفسه وهو الذي يقبل التوبة عن عباده وهو يحب التجديد في حياة عبده وعدم المكوث في وحل المعاصي، فينبغي للعبد لإصلاح حاله أن يغيّر من نفسه ويرأف بحاله ويسعى لإرضاء ذاته بالوسائل المشروعة والتي هي منتشرة بكل مكان، بالقراءة والعمل وكسب الرزق والسعي الحثيث نحو اكتساب راحة النفس والاجتهاد في طمس المعاصي وهدم الملذات لأجل إحياء الذات روحياً.