يمكن تقييم مستوى الكوميديا في عرض كوميدي من خلال ضحكات الجمهور و تفاعلاتهم . فمهمة كل كوميدي هي إيصال الجمهور إلى قمة النشوة الكوميدية التي يصل لها حين يبكي من الضحك و يتعرض لشد عضلي في عضلات الفكين.
دعنا نقل أنه -لحسن الحظ- لا يوجد معايير محددة دولية ثابتة لتقييم الكوميديا ، المعيار الوحيد المعترف به هو الكهكهات و الضحكات و الدموع ، أو حتى التثاؤب و التأفأف و الضجر و مراقبة عقارب الساعة و تراشق الطماطم.
فالكوميدي غير مطالب بمقدمة و خاتمة و ثلاث فقرات و سبعين علامة ترقيم! يكفي أن ينسجم الجمهور مع ما تلقيه من نكات ، فيبدؤون بالضحك.
اليوم تغيرت طرق التفاعل مع النكتة أو العرض الكوميدي ؛ بسبب ظهور مواقع التواصل الإجتماعي ، فأصبح التفاعل يقاس بعدد النقرات و الاعجابات و التعليقات و المشاركات و غيرها . و هذا أفقد الكوميدي التفاعل اللحظي مع الجمهور ، كما غيب التفاعل الفيزيائي الجسدي الذي كان موجودا سابقا ، لكنه بذات الوقت ساهم في إتاحة منصات أكبر لنشر الكوميديا ، فالمقاعد على مسرح الفيس بوك أكبر منها في المسارح التقليدية .