يتسارع التطور التكنولوجي بصورة هائلة، ونمتلك الآن قوة أكبر في جيوبنا مقارنة بجميع ما كان في منازلنا في تسعينيات القرن العشرين. أما الذكاء الاصطناعي، فظل مصطلحًا تتداوله أفلام الخيال العلمي لعقود من الزمان، والآن بات لدى العلماء قناعة بقدرتنا على ابتكار ذكاء اصطناعي تام في المستقبل القريب. وفي السنوات القليلة الماضية، أنجز العلماء تطورات في تقنيات تعلم الآلة، باستخدام شبكات عصبية، تحاكي عمليات الخلايا العصبية الحقيقية.
فضلًا عن تقنيات التعلم العميق التي مكنت الأجهزة من معالجة المعلومات بنفسها على مستوى بالغ التعقيد، الأمر الذي يسمح لها بأداء وظائف معقدة مثل التعرف على الوجه. وفي الوقت ذاته، تسرّع البيانات الضخمة عملية تطوير الذكاء الاصطناعي، وقد نشهد تكاملًا أكبر لتقنية الذكاء الاصطناعي في حياتنا اليومية بوقت قريب نسبيًا. في حين أن معظم هذه التكنولوجيا ما تزال أولية حاليًا، يمكن أن نتوقع أن يؤثر الذكاء الاصطناعي المتطور في حياتنا اليومية بشكل كبير في يوم ما.
وبعيدًا عن السيناريوهات الدستوبية التي نشهدها بكثرة في الأفلام والمسلسلات، إليك بعضًا من أبرز الجوانب التي تعكس أثر التطور التقني على حياتنا في المستقبل القريب.
1. النقل المؤتمت
نشهد حاليًا بدايات السيارات ذاتية القيادة، بيد أن المركبات تتطلب وجود سائق لأغراض السلامة. على الرغم من هذه التطورات الهائلة، فإن هذه التكنولوجيا ليست مثالية بعد، وسوف يستغرق الأمر بعض الوقت قبل أن يقبل عامة الناس السيارات ذاتية القيادة. بدأت شركة جوجل في اختبار سيارة ذاتية القيادة في عام 2012، ومنذ ذلك الحين، أصدرت وزارة النقل الأميركية تعريفات لمستويات مختلفة من الأتمتة، مع تصنيف سيارات جوجل باعتبارها المستوى الأول من الأتمتة.
2. تقنية سايبورغ (الرجل الآلي)
كوننا بشر، فإن أجسامنا وعقولنا تُعتبر أحد أبرز الأمور التي تقيدنا. لكن الباحثين يعتقدون أننا سنتمكن مستقبلًا من زيادة قدرتنا على استخدام أجهزة الحاسوب وتعزيز العديد من قدراتنا الطبيعية. وقد تمثل تقنيات السايبورغ المستقبلية إضافات لسبل الراحة، لكن قد يستخدم بعضها لأغراض أكثر عملية. فمن المتوقع ازدياد كفاءة الأطراف الاصطناعية بدرجة كبيرة مستقبلًا، فضلًا عن الذكاء الاصطناعي، ما يمكن الدماغ من التواصل مع الطرف الاصطناعي لمنح المريض تحكمًا أكبر. ومن شأن هذا التقنيات أن تذلل العقبات التي تواجه مبتوري الأطراف حاليًا.
3. تولي مهام خطيرة
تتولى الروبوتات في وقتنا الحالي بعض الوظائف الأكثر خطورة، بما في ذلك نزع فتيل القنابل. لكنها ليست روبوتات بالمعنى الدقيق، فهي من الناحية التقنية طائرات بدون طيار، وتُستخدم باعتبارها النظير المادي لنزع فتيل القنابل، ولكنها تتطلب تحكمًا بشريًا، بدلاً من استخدام الذكاء الاصطناعي. أيًا كان تصنيفها، فإنها تنقذ الآلاف من الأرواح بتولي أحد أخطر الوظائف في العالم.
4. حل مشكلة التغير المناخي
قد يبدو حل مشكلة النغير المناخي وكأنه هدف صعب المنال باستخدام الروبوت، لكن قدرة الآلات على الوصول إلى البيانات أكبر من قدرة البشر. وبتوظيف البيانات الضخمة، سيتمكن الذكاء الاصطناعي ذات يوم من وضعنا على المسار الصحيح، واستخدام الكم الهائل من المعلومات للتوصل إلى حلول لأكبر المشاكل في العالم.
5. تحسن رعاية المسنين
تُعد الحياة اليومية صراعًا بالنسبة للعديد من كبار السن، ويحتاجون مساعدة خارجية لتنظيم شؤون رعايتهم، أو يعتمدون على أفراد أسرهم. ولا يستبعد أن ينخرط الذكاء الاصطناعي في مجالات رعاية المسنين أيضًا، فبإمكان الروبوتات المنزلية مساعدة كبار السن في تنفيذ المهام اليومية ومنحهم الاستقلالية في منازلهم لأطول فترة ممكنة.