هذا السؤال يصعب الإجابة عليه بطريقة موضوعية، لإن تعريف الحياة الكريمة او متطلبات الحياة الكريمة تختلف من شخص لآخر، سأحاول الإجابة من تجربتي الذاتية و اتمنى ان تستفيد من خبرتي.
بالنسبة لي، لا يمكنني أن اعيش حياة كريمة خارج بلدي الإردن، فهي المكان التي تكونت به شخصيتي و روابطي الإجتماعية من عائلة و اصدقاء و معارف، لذلك فهو اكثر الأماكن التي اشعر بها بالألفة ولا أعتقد بأنني سأشعر بالألفة في اي مكان اخر كما اشعره و انا في الأردن، و برأيي شعور الألفة يلعب دور مهم و كبير جداً في تحقيق الإطمئنان و الإستقرار النفسي، لإن لا يمكن للفرد ان يشعر بالإطمئنان و الإستقرار و هو غير منسجم في هذا المكان و يشعر به بأنه غريب..
انا اعرف أن الأوضاع و الظروف صعبة في الأردن، و ان الكثير لا يجدون فرصاً في العمل و الحياة سوى خارج البلاد، و لكن ما زلت اختار المحاولة في التعبير عن رأيي و أكون أكثر إمتلاكا للمعرفة في القضايا التي تخص الوطن و اساهم في خدمة مصلحة الوطن و احاول أن اكون علاقة إنتاجية في المكان الذي اعيش فيه، هذا سيساهم في تعزيز شعور الإنتماء لدي، و هذا الشعور باعتقادي يلعب دوراً كبيراً في الإستقرار النفسي..
انا اعتقد بأن احد اسباب التعاسة هو الإغتراب الذي اصبح يعيشه الإنسان، إغتراب عن أهله، إغتراب بعلاقاته، إغتراب عن وطنه، لذلك ارى من الذكاء ان تكون علاقة إنتاجية في المكان الذي تعيش فيه، و هذا الشيء ليس له علاقة بأخلاق الواجب التي يفرضها الفيلسوف كانط، سواءً ان تكون منتجا في علاقاتك مع اصدقائك و تشعرهم بالراحة عندما يكونون حولك، او في عملك مع الزبائن و عامة الناس التي تقابلهم في عملك، او حتى على المستوى الاجتماعي و السياسي في التعبير عن رأيك