تزوج موسى عليه السلام في مدينة مدين التي تقع في شمال غرب الجزيرة العربية، وهي تقع على بعد 200 كم تقريباً من محافظة تبوك شمالاً باتجاه خليج العقبة، ويذكر بعض المعاصرين أنها تعرف اليوم باسم " البدع".
قال عاتق البلادي في كتابه (رحلات في بلاد العرب): " أمَّا موقع مَدْيَن فهو بلا خلاف غرب تبوك، بينها وبين خليج العقبة، فإذا كان المقصود مدينة شعيب فهي تُعْرَف اليوم باسم البدع، وتقع على (220) كيلاً من تبوك.."
وإن كان هناك خلاف بين المعاصرين في مكان مدينة مدين تحديداً، فبعضهم يقول إن مدينة مدين القديمة بجانب البدع وليست البدع نفسها، وبعضهم يقول إن مدين هي مدينة معان الأردنية، وعلى كل حال فهم متفقون على أنها تقع في شمال غرب الجزيرة العربية.
وبعضهم يقول إن هناك مدينة أخرى اسمها مدين تقع في مصر، وإلا فما الذي أخرج موسى من مصر إلى شمال الجزيرة العربية، وهذا القول ضعيف، لأن مدين ذكرت في القرآن على أنها علم لمدينة قوم شعيب عليه السلام وقوم شعيب في شمال الجزيرة العربية.
ثم لو كانت مدين في مصر فإنها ستكون خاضعة لسلطان فرعون الذي هرب منه موسى عليه السلام، فلن يستفيد شيئاً من خروجه بالتالي، بخلاف مدين التي هي في شمال الجزيرة العربية فإنها خارج سلطان فرعون.
ثم بعض علماء التفسير يقول إن الرجل الصالح الذي التقى به موسى عليه السلام وتزوج بنته هو نفسه شعيب عليه السلام وشعيب لم يكن في مصر قطعاً.
لكن الأرجح أن الرجل الصالح الذي تزوج موسى بنته ليس هو شعيب عليه السلام، وإنما رجل صالح كان مقيماً في مدين في ذلك الزمن والذي يقوي هذا القول:
1. أن زمن شعيب عليه السلام متقدم كثيراً على زمن موسى عليه السلام، فزمن شعيب قريب من زمن قوم لوط كما قال تعالى على لسانه (وما قوم لوط منكم ببعيد) وهذا يشمل الزمان والمكان، ولوط عليه السلام في نفس زمن إبراهيم عليه السلام، وبين موسى وبين إبراهيم مئات السنوات.
2. أن الله لم يسمه وإنما وصفه بالرجل فقط، ولو كان شعيباً نفسه لنبه على ذلك غالباً.
والله أعلم