لا يوجد نص صريح يمكن الرجوع إليه، يثبت أن شعيب عليه السلام، هو والد الفتاتين الذي سقى لهما موسى عليه السلام في مدين، والذي زوج إحدى ابنتيه لموسى عليه السلام.وهناك من العلماء من استبعد أن يكون شعيب هو من زوج موسى ابنته، وقد استدلوا على ذلك، من أنالفترة الزمنية بين شعيب وموسى كبيرة جداً، وتحليله كالتالي:
هلاك قوم شعيب كان بعد هلاك قوم لوط بفترة قصيرة، وذلك لقول الله تعالى: " وَمَا قَوْمُ لُوطٍ مِنْكُمْ بِبَعِيدٍ" سورة هود / 89، في خطابة لقوم شعيب، وهلاك قوم لوط كان في زمان إبراهيم عليه السلام، إذ ورد في القرآن أن الملائكة المكلفون بهلاك قوم لوط، مروا قبلها على إبراهيم عليه السلام وبشروه بإسحاق عليه السلام، وأخبروه بعاقبة قوم لوط، وبين إبراهيم عليه السلام وموسى عليه السلام، قرون طويلة،
ولهذا لا يمكن أن يكون شعيب هو الرجل الصالح ذاك.
على الطرف الآخر هناك من يقول إن شعيب عليه السلام عاش زمناً طويلاً، ورداً على ذلك:
يقول ابن كثير:
احتراز من هذا الإشكال، إنه من المقوي لكونه ليس شعيبًا النبي أنه لو كان إياه لأوشك أن ينص على اسمه في القرآن هاهنا. يقول ابن جرير: وهذا مما لا يدرك علمه إلا بخبر، ولا خبر بذلك تجب حجته، فلا قول في ذلك أولى بالصواب.وبناء على ذلك، لو أن ذاك الرجل الصالح كان شعيب عليه السلام، لأشار القرآن الكريم لهذا وقالها صراحة، أو كان من الممكن أن يخبرنا بها الرسول صلى الله عليه وسلم، وبما أن الوحي لم ينص على ذلك، فالأولى تركه وعدم الخوض فيه، والاكتفاء بأخذ العبرة والعظة من الآية، فهي تحوي الكثير من العبر التي تفيد المسلم في دينه ودنياه.
ومما يمكن الاستفادة منه في قصة زواج موسى عليه السلام من إحدى ابنتي الرجل الصالح، هو الوقوف على آداب المرأة في الحديث مع الرجال، وحكمة الأب في معرفة ما هو الأفضل في مصلحة بناته.
المصادر
إسلام ويب:
بنت من زوجة موسى عليه السلام
7 مشاهدة
