لو كان هناك مقاييس للجمال لما استغربت من بعض المقاييس الموجودة في بعض البلدان؛ ففي الصين تعتبر القدم الصغيرة جداً مقياساً للجمال لدرجة أن الصينيين يلبسون بناتهم أحذية صغيرة جداً ويربطون أقدامهم ويضعونها في قوالب حتى لا تكبر! كما يعتبر الموريتانيون المرأة السمينة أكثر جمالاً. غير أن مقاييس الجمال قد اختلفت عبر الأزمان؛ فما كان يعتبر معياراً للجمال في السابق لم يعد كذلك اليوم، فقبل حوالي 15 عاماً كانت النساء تنتفن حواجبهن لاتباع موضة الحواجب الرفيعة، أما الآن فأصبحن يرسمن الحواجب ويكثفهن لاتباع موضة الحواجب الكثيفة.
وبشكل عام... تشترك معايير الجمال عادة حول العالم وعلى مر العصور بأنها تدل على الصحة الجيدة أو الخصوبة المرتفعة أو التفاؤل؛ مثل السمنة والوجه الممتلئ والورك العريض والعيون اللامعة والوجه الخالي من التجاعيد. كما تشترك عادة باعتماد الصفات الأنثوية للنساء والذكورية للرجال كمعايير للجمال؛ فطول العنق ونعومة الملامح والبشرة الناعمة يعتبرون معايير لجمال المرأة دائماً، أما الكتفين العريضين والملامح الحادة نوعاً ما هي معايير جمال رجولية.
تشابه معايير الجمال حالياً...
لكن لا شك أن معايير الجمال هذه الأيام قد تشابهت كثيراً حول العالم بسبب ما تضخه وسائل الإعلام التي تروج للون البشرة البرونزي والقامة الطويلة والحواجب الكثيفة والشفاه المنتفخة الكبيرة والنحافة والخصر النحيل. فعندما نرى النساء اللاتي يشتركن بهذه الصفات الجسدية في التلفاز وعلى وسائل التواصل الاجتماعي وفي المجلات تتكون لدينا صورة نمطية بأن هذه هي معايير الجمال التي يجب أن نتحلى بها، ويميل الأشخاص إلى التشابه بأولئك المشاهير أو الأشخاص الذين تنطبق عليهم معايير الجمال إما طبيعياً أو بفعل عمليات التجميل والماكياج أو حتى تعديل الصور من خلال البرامج المختصة، فينفقون الكثير من الأموال لتطبيق معايير الجمال هذه. كما نتج عن هذا مشاكل زوجية كبيرة لأن الشخص - سواء الزوج أو الزوجة - أصبح يقارن شريكه بالأشخاص الذين يراهم، كما لجأ الكثيرون لعمليات التجميل التي أودت بحياة البعض، كما قلت ثقة آخرين بأنفسهم وانعدم تقبلهم لذواتهم بسبب هذه المعايير.
قد تختلف معايير الجمال بالنسبة لك عندما تحب شخصاً معيناً، فتقيس الآخرين ومستوى جمالهم بمقياس جماله هو... أي أنك عندما تحب فتاة بشعر أحمر ونمش على وجهها قد تعتبر هذا معيارك لقياس جمال أي فتاة تقابلها، أي أنك تصبح تحب الشعر الأحمر والنمش.
هناك أشخاص قد غيروا شكلهم ليواكبوا الموضة، ولكن في المقابل هناك أشخاص غيروا الموضة لتواكب شكلهم... فصديقتي رند العلمي - وهي مقدمة برامج في إحدى الإذاعات الأردنية – قررت فجأة أن تبقي على الشيب في شعرها، فتوقفت عن صباغته حتى اشتعل رأسها بالشيب الأبيض، ونظمت حملة للنساء تدعوهن لتقبل أشكالهن وعدم التكلف وإرهاق النفس بالسعي وراء الموضة أو معايير الجمال التي تتغير كل يوم، وقد أثرت فعلاً بعدد من النساء اللاتي مشين على خطواتها.
في النهاية...
أنصحك عزيزي السائل ألا تشغل نفسك بمعايير الجمال لأنها متغيرة، وأن تثق بنفسك وبشكلك الخارجي، وأن تتقبل شكلك كما هو، وأن تجعل صحتك الجيدة وتفاؤلك يظهران عليك لتكون أكثر جمالاً... فمعيار الجمال الذي لا يتغير عبر العصور هو الشكل الذي يعكس الصحة الجيدة والتفاؤل مهما بدت الملامح.. فمارس التمرينات الرياضية وتناول الطعام الصحي وابتسم لتكون جميلاً دائماً، ولا تنس جمالك الداخلي الذي يشع للخارج.
282 مشاهدة
