هناك العديد من الأسباب التي تقف خلف انعدام ثقة الفرد بمظهره الخارجي وقناعته بشكله وهي :
- معايير الجمال التي يضعها المجتمع :
"لقد خلقنا الإنسان في أحسن تقويم" صدق الله العظيم، على الرغم من أن الناس يولدون بأشكال وألوان وأحجام مختلفة إلا أن جميع خلق الله جميل ومتناسق والاختلاف هذا بحد ذاته جميل، لكن للأسف وبمجرد أن يولد الطفل يبدأ بملاحظة العديد من المظاهر التي تقولب المظهر الخارجي للفرد وتجعله محصوراً بمقاييس سطحية تهمش الفئة الكبيرة على حساب فئة أقل، من منح نفسه الحق بتحديد ملامح الجمال؟ من قال أن لون البشرة كذا أفضل من اللون كذا، أو أن شكل الأنف لا بد وأن يكون بقياس معين وإلا فأنه لا يراعي مقاييس الجمال! كل هذه الأفكار وغيرها تصلنا بشكل مباشر وغير مباشر إما عن طريق الإعلام والأسرة ووسائل التواصل الاجتماعي والمجتمع وغيرها. من هنا يبدأ الفرد بالانتباه إلى بعض الأمور في مظهره الخارجي باعتبارها عيوب! كونها تختلف عن الشكل المطلوب في المجتمع ويبدأ تسليط الضوء على بعض الجوانب في المظهر الخارجي والتي لم يكن ليجد فيها أي مشكلة لولا هذه الأفكار التي يتبناها المجتمع وهي برأيي السبب رقم واحد في انعدام الرضا عن الشكل الخارجي وهي السبب في أن الأشخاص أصبحوا نسخاً مكررة تشبه بعضها البعض.
في بعض الحالات يكون الأمر خارج سيطرة الفرد كونه مصاب باضطراب نفسي معين يجعله ينظر إلى كل ما فيه لى أن عيب وناقص، حتى في حالة تحسينه لن يشعر بالرضا أبداً ومن الأمثلة على هذه الاضطرابات : اضطراب تشوه الجسم، اضطراب توهم المرض، تقدير ذات متدني وغيرها حيث يلجأ الأشخاص الذين يعانون من هذه الاضطرابات إلى بعض التحسينات التي تجعلهم يشعرون بسعادة ورضا مؤقت وسرعان ما يختفي ويعود الشعور بالنقص والنظر إلى العيوب، لا يوجد سبب محدد لهذه الاضطرابات فهي تتراوح بين أسباب بيوكيميائية أو مرتبطة بأساليب التنشئة الأسرية الخاطئة أو التعرض المستمر للتنمر في مراحل مبكرة وما إلى ذلك لكن غالباً ما يكون العلاج معرفي سلوكي ودوائي، يستهدف مظاهر وأعراض هذا المرض، والأفكار اللاعقلانية التي يتبناها الشخص.