كتبت لبنى الخميس مقالاً بعنوان "في جمهوريّة هارفارد كان لي أيّام!" في صحيفة الجزيرة، أثناء حضورها لمؤتمر عن مشكلات دول معيّنة بمشاركة الطلبة من تلك الدول لمدّة أسبوعين، لقد وصفت فيه جامعة هارفرد "Harvard University"، بالمباني القديمة، والساحات الواسعة، والمقاهي الدافئة، وتحدّثت عن دخلها الّذي يصل لمبلغ 32 مليار دولار.
بيّنت لنا أنّ جامعة هارفارد تعدّ أكبر تجمّع للأذكياء في العالم، بحيث يقضي الطالب مدّة 4 سنوات للدراسة، ويتمّ إعداده والتعامل معه على أنّه قائد المستقبل، ومن يقع على عاتقه التغيير.
تزدحم الجامعة بطلبة من جميع بلدان قارة آسيا وأستراليا وأميركا اللاتينيّة وأوروبا والعالم العربيّ، كما تخرج منها 7 رؤساء أميركيّين وهم: Barack Obama, Franklin D. Roosevelt, John F. Kennedy, George W. Bush، و 47 عالماً فازوا بجائزة نوبل، و 48 شخصيّة مشهورة حصلت على جائزة "Pulitzer Prize" الصحفيّة. ورجال الأعمال المعروفين مثل "William Henry Gates".
تحدّثت عن البنية التحتيّة للجامعة، فهي مجهّزة بأحدث الوسائل التعليميّة وشبكات الاتّصال والتدفئة المركزيّة، يوجد فيها ساحة معروفة، ومركز للأبحاث العلميّة، و"مبنى مهيباً ذا أعمدة إغريقيّة شامخة" مكتبة الجامعة، تضمّ في قلبها 19 مليون كتاب و 400 مليون مخطوطة، تبرّعت لإنشائها والدة طفل محبّاً للقراءة وجامعا للكتب من ضحايا سفينة "Titanic"، كما يوجد أنفاق حفرت في باطن الأرض ليتمّ وضع الكتب بداخلها.
لا يوجد أيّ تمييز عنصريّ في جمهوريّة هارفارد، إنّما التركيز على القيمة العلميّة، وتتيح فرصة المشاركة في الأنشطة الرياضيّة والمؤتمرات العلميّة السنويّة، والأبحاث العلميّة والاحتفالات الخيريّة، وقامت زميلة لها تدعى تايلور بإخبارها عن تجربتها بالدراسة في جامعة هارفرد، بأن الدراسة تمتد إلى تفاصيل حياتك في كامبريدج "Cambridge"حيث المكتبات والمقاهي المليئة بالطلبة، والمتاحف والأبحاث، ومحطّات القطار وحافلات النقل المخصّصة لخدمة الطلّاب والكادر التعليميّ، كما تتوفّر المحلّات التجاريّة الّتي تقدّم خصم خاصّ بالطلبة، وتسهيلات المصارف لإنشاء حساب توفير، كما أنّ هنالك صحيفة خاصّة بجامعة هارفرد، ويتمّ من حين لآخر استقبال شخصيّات عالميّة، واجتماعهم مع الطلبة لمناقشتهم.
أحد طلبة الدراسات العليا من بريطانيا في تجربته الدراسيّة في جامعة هارفرد يخبرنا أنّ جميع الدورات المقدّمة والكادر التعليمي رائعون والجامعة قديرة كما يوجد دعم مادّيّ، ويتوفّر بها عنصر الأمان في جميع الأوقات، وتقديم الإرشاد الأكاديميّ والمساعدة للطلبة، كما يوجد العديد من المكتبات والقاعات الدراسيّة.
هل سمعت بمارك؟ بالتأكيد أنّك عرفته، إنّه مؤسّس فيسبوك "Mark Zuckerberg" درس في جامعة هارفرد، ولقد أثّرت فيه كثيراً، ففي السنة الجامعيّة الثانية عمل على إنشاء موقع إلكترونيّ اسمه " Facemash" يقوم على فكرة المقارنة بين صور الطلبة المقيّدين بالجامعة، ولقد تمّ توجيه عدّة تهمّ له بانتهاك الخصوصيّة وأغلق الموقع وطرد من الجامعة، وفي عام 2004 م أسقطت جميع التهم عنه، وفي نفس العام أطلق موقع "Facebook” لمساعدة الطلبة في التعارف.
اتُّهِم من قبل مجموعة أفراد من جامعة هارفرد بسرقة أفكارهم، أقيمت محاكمة وتمّ تسوية الأمر، بعدها تعاون مع عدد من الطلبة لتطوير الموقع حتّى أصبح يضمّ كلّ الجامعات. ثمّ تطوّر فيسبوك ليتضمّن المتاجر الإلكترونيّة واستخدام الذكاء الاصطناعيّ لتحديد اهتمامات المستخدم، والإعلانات، واجراء الاستبيان العلميّ، والتبرّعات، والكثير من الاستخدامات الّتي لا تعدّ ولا تحصى، ثمّ استولى على تطبيق "Instagram" في عام 2012 و"whatsapp"، وشركة "Oculus VR" الّتي تختصّ بالواقع المعزّز، وشركة "FriendFeed".
يذكر أنّ جامعة هارفرد تأسّست في عام 1636م تقع في مدينة كامبريدج، وتضمّ 15 كلّيّة ومعهد "Radcliffe"، وتمنح جميع الدرجات العلميّة.