نعم هناك نصوص قرآنية عن الشجاع الأقرع وهو خاص بمن يمنع زكاة ماله.
فقد ورد عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ قَالَ قَالَ رَسُولُ اللَّهُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ (مَنْ آتاه اللَّهُ مَالاً فَلَمْ يُؤَدِّ زَكَاتَهُ مُثِّلَ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ شُجَاعًا أَقْرَعَ لَهُ زَبِيبَتَانِ يُطَوَّقُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ يَأْخُذُ بِلِهْزِمَتَيْهِ (يَعْنِي شِدْقَيْهِ) ثُمَّ يَقُولُ أَنَا مَالُكَ، أَنَا كَنْزُكَ، ثُمَّ تَلا ﴿وَلا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَبْخَلُونَ بِمَا آتاهم اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ هُوَ خَيْرًا لَّهُمْ بَلْ هُوَ شَرٌّ لَّهُمْ سَيُطَوَّقُونَ مَا بَخِلُوا بِهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ﴾ سُورَةَ ءَالِ عِمْرَان الآية 180).
- وهناك بعض أقوال العلماء ذهبوا إلى أن الشجاع الأقرع سيظهر في القبر لتارك الصلاة
ولكن الذي ورد في الأصح بأن الشجاع الأقرع خصص للذي يترك زكاة ماله وهو الأصح .
-والشجاع الأقرع هو ثعبان ذكر كبير الحجم، وهو من أنواع العذاب الذي توعد به الله (عز وجل) لأولئك الذين لا يؤدون الزكاة.
-وقد بين لنا النبي صلى الله عليه وسلم أن من رزقه الله تعالى مالا ,وهذا المال قد بلغ النصاب الشرعي الذي تجب فيه الزكاة فلم يخرج زكاته، خرج له شجاعا أقرعا يقول له أن مالك وقد وصف هذا الثعبان :
بأنه سام، أبيض الرأس، وهو من أخطر الثعابين؛ لأنه كلما كثر سم الثعبان أصبح رأسه ابيض، ومن صفات هذا الثعبان أنه يوجد فوق عينيه نقطتان سوداوان، وهو من أخبث الحيات، فيصير الثعبان طوقا حول عنقه، ثم يمسك هذا الثعبان بجانبي فم مانع الزكاة والصدقات ويعضهما، ويفرغ سمه فيهما، ثم يقول له: أنا مالك، أنا كنزك الذي كنزت، وهذا من التبكيت والتعذيب المعنوي، إضافة إلى التعذيب الجسدي.
وهنا يوجد فائدة في قول أنا مالك أنا كنزك فهذا القول يكون نابعا ليشعر بالحسرة وبالزيادة في التعذيب حيث لا ينفعه الندم وفيه
- وأن النبي صلى الله عليه وسلم قد استدل على ذلك بقول الله تعالى: {ولا يحسبن الذين يبخلون بما آتاهم الله من فضله هو خيرا لهم بل هو شر لهم سيطوقون ما بخلوا به يوم القيامة} سورة آل عمران آية : 180
- أي: لا يعتقد ويظن الذين يبخلون بما آتاهم الله من النعم تفضلا منه، هو خير لهم إذا منعوه بل سيكون شرا له ويكون لهم طوقا يطوقون به يوم القيامة في أعناقهم، يعذبون به. .
- كما يبين لنا الحديث النبوي إثم مانع الزكاة، وأن الله تعالى توعد لهم بالوعيد الشديد
والزكاة هنا تشمل المال سواء كانت ذهبا أو فضة أو عقارا فإنه إذا حال عليه الحول وجبت الزكاة بذلك
- فينبغي على المسلم أن يعلم إذا لم يشكر النعمة التي أنعمها الله عليه ويؤد حق الله فيها، ستكون نقمة ووبالا عليه يوم القيامة، وتتمثل له في أبشع الصور التي تؤلمه وتؤذيه.
وقد ورد في وصف الشجاع الأقرع :
قال الحافظ ابن حجر العسقلاني في فتح الباري في شرح هذا الحديث (والمراد بالشجاع وهو الحية الذكر وقيل الذي يقوم على ذنبه ويواثب الفارس، والأقرع الذي تقرع رأسه أي تمعط لكثرة سمه، وفي تهذيب الأزهري سمي أقرع لأنه يقري السم ويجمعه في رأسه حتى تتمعط فروة رأسه،)
وقال القرطبي (الأقرع من الحيات الذي ابيض رأسه من السم ومن الناس الذي لا شعر برأسه،
وإن هذا الشجاع الأقرع سيصير طوقا له قوله (ثم يأخذ بلهزمتيه) فاعل يأخذ هو الشجاع والمأخوذ يد صاحب المال كما وقع مبينا في رواية همام عن أبي هريرة الآتية في ترك الحيل بلفظ لا يزال يطلبه حتى يبسط يده فيلقمها فاه،