نعم، فقد دلت عدة دراسات على أن حفظ القرآن الكريم له أثر جيّد في تنمية المهارات الأساسية لدى الطالب، من ذلك على سبيل المثال لا الحصر الدراسات الآتية:
- الدراسة التي قام بها سلمان بن محمد العمري، حيث أوضحت الدراسة أن (98.2%) من عينة البنين أكدوا أن الحفظ لم يتعارض مع التحصيل الدراسي، وأن ما يقارب (30%) قد شجعهم الحفظ على الدراسة، وساعدهم على التفوق، في حين أن عينة البنات كشفت أن (91.5) أكدن أن الحفظ لم يتعارض عندهن مع التحصيل الدراسي.
- الدراسة التي قام بها سعد بن فالح المغامسي (1411 هـ) والتي أظهرت أن تلاوة القرآن الكريم وحفظه ودراسته أسهمت في تنمية مهارات القراءة والكتابة لدى تلاميذ الصف السادس الابتدائي مما مكن التلاميذ في مدارس تحفيظ القرآن الكريم من الحصول على درجات أعلى من متوسط أقرانهم في مدارس التعليم العام.
- الدراسة التي قامت بها هانم حامد بار كندي، (1411 هـ) التي دلت على تفوق طالبات الصف الرابع في مدارس تحفيظ القرآن على طالبات مدارس التعليم العام في مهارتي القراءة والإملاء.
- الدراسة التي قامت بها وضحى السويدي، (1414 هـ) التي دلت على وجود علاقة فاعلة (إيجابية) قوية بين حفظ القرآن الكريم وتلاوته، وبين القراءة الجهرية والقدرة على الكتابة لدى تلاميذ الصف الرابع الابتدائي في قطر وتلميذاته.
بالإضافة إلى العديد من الدراسات والتي يمكن للسائل الاطلاع عليها وتصفحها، والتي تؤدي إلى نفس النتيجة تقريبًا، وهي أن حفظ القرآن الكريم ودراسته، لا يتعارض مع التحصيل العلمي للطلبة، بل وعلى العكس، فقد أثبتت الدراسات وجود علاقة طردية بين تعلّم القرآن الكريم والتحصيل العلمي للطالب، حيث يربي القرآن الكريم الطالب على الحياة المستقيمة، والأخلاق الفاضلة، لما يشتمل عليه من العبر والحكم والتشريعات، قال الله تعالى: (إن هذا القرءان يهدي للتي هي أقوم) [الإسراء: 9].
بالإضافة إلى ذلك، فإن القرآن الكريم يربّي ذهن المتعلم على الـتأمل والتفكر والتدبر، كما يربيه على التروي والتأني وعدم التسرع في الفهم والإجابة، في قوله تعالى: (لا تحرّك لسانك لتعجل به) [القيامة: 16].
كما يعود اللسان على الفصاحة والبيان، ويزيد من قدرة الطالب على القراءة وتحسين مستواه اللغوي.
فالقرآن يخاطب كيان الإنسان كله، عقله ووجدانه، ويوجه ملكاته الفكرية إلى التأمل، ويقيم الحجة على الحقائق التي يبيّنها له، ويدعو الإنسان إلى سلوك طرق البحث العلمي، والمتأمل في آيات القرآن الكريم يجد توجيهات صريحة لتحريك العقل وإعماله بل ومطالبتـه بذلك، قال الله تعالى: (أَفَلَا يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ أَمْ عَلَى قُلُوبٍ أَقْفَالُهَا﴾ [محمد: 24]