في هذا الأمر قولان متضادان، ويختلف باختلاف الجزء الذي يتم القيام بأخذ الصورة له القول الأول أنه لا يجب القيام بذلك للحصول على صور أفضل مثلاً في منطقة الحوض، أما القول الثاني فهو مع القيام بذلك حيث إن الاختلاف بين الصور للحائض وغير الحائض ليس بالأمر الذي يذكر ويعكر وضوح الصور.
وبالنسبة لي أن مع القول الأول والثاني وسأقوم بشرح ذلك، حيث أني أستند بذلك لمبدأ عمل جهاز الرنين المغناطيسي، حيث يقوم الجهاز ببث موجات كهرومغناطيسية تقوم بفصل الأيونات الموجودة بالماء ورسم شكلها على جهاز الحاسوب مما يعطينا صوراً مفصلة للأعضاء الداخلية، وبما أن الدم معظمه مكون من الماء، فإن توسع الشرايين الناجم من الحيض في تصوير الرحم سيظهر الصور مختلفة عن الوضع الطبيعي بالتأكيد، بسبب توسع الأوعية الدموية وانسلاخ بطانة الرحم القديمة عنه وعدم تكون البطانة الجديدة.
ومثلاً بعض الأنسجة مثل الثدي، لا يمكن القيام بتصويره خلال الحيض، فهو يقوم بتأثير على شكل نسيج الثدي بسبب تأثير الهرمونات الأنثوية عليه حيث يكون الثدي محتقناً خلال تلك الفترة ويعد الأطباء أن أفضل فترة للقيام بالتصوير هب بين اليوم 3-14 من الدورة الشهرية حيث أن يوم نزول الطمث يكون اليوم الأول فيها، ولا يتم التصوير بالغالب إلا بعد انتهاء النزف.
أما بالنسبة للقول الثاني، فمثلاٌ لا يؤثر نزول الحيض على الدماغ في أي وقت من أوقات الشهر، فلا الهرمونات الأنثوية تقوم بالتأثير فيه ولا يحتقن بالدم، فما المانع من القيام بالتصوير؟، ونفس الأمر ينطبق على تصوير الفقرات في العامود الفقري في حالة التأكد من الانزلاق الغضروفي على سبيل المثال، فهي أيضاً لا تتأثر بنزول الدورة الشهرية.
كما أنه توجد دراسة تم القيام بها في سنة 2015، حيث تم فيها القيام بجمع النساء ذوات المشكلات في الرحم التي تسبب النزيف مثل مرض الانتباذ البطاني الرحمي أو Endometriosis، وفي هذا المرض تكون بعض أنسجة الرحم في غير محلها، كما يسبب الآلام والنزيف الغزير بالدورة الشهرية، كما يمكن أن تهاجر بطانة الرحم لأجزاء أخرى من الجسد وتتحفز بوجود الهرمونات الأنثوية التي تتحكم بالدورة الشهرية، وبالتالي النزيف في الرحم والأماكن الأخرى بالجسد التي هاجرت إليها، أي التسبب في توسيع الأوعية الدموية في أكثر من مكان واحد بالجسم بالإضافة لتوسعها بشكل كبير، أي كل ما يفترض أصحاب الفرضية الأولى أنها الأسباب التي تمنع التصوير بالرنين المغناطيسي خلال الدورة الشهرية، وتم إجراء الصور لهم قبل حدوث الدورة الشهرية وبعدها، وتم الخروج بخلاصة أن الفرق بين الصور المأخوذة قبل الدورة الشهرية وبعدها التي تم إجراؤها للرحم لا يذكر ولم يغير بالتشخيص كثيراُ وبناء على ذلك إثبات أنه لا يوجد سبب لعدم القيام بالتصوير بالرنين المغناطيسي أثناء الدورة.
وبرأيي الشخصي قم بتصوير الأعضاء التي لا تتأثر بالدورة الشهرية في وقتها ولا مانع في ذلك، بينما لا تقم بذلك للمناطق التي تتأثر مثل الحوض عند السيدات، حيث أنه من الصحيح أن الدراسة لم تثبت وجود فرق كبير ولكن كان هنالك فرق، وحسب خبرتي الطبية تختلف الأمور من شخصٍ لآخر في كل شيء عندما يتعلق الأمر بالطب، فلا يتمتع الجميع بنفس التشريح، ولا نفس المستوى من الإفراز الهرموني، فكثيراً ما سنجد الاختلاف، لذلك في حال القدرة على تقليل الاختلافات قدر الإمكان لابد من القيام بذلك للحصول على تشخيص أفضل، كما لا ننسى أن الدراسة قامت على واحد من الأمراض المتعلقة بالحوض ولم تقم بدراسة الأمراض الأخرى وبالتالي لا يمكن القيام بتعميمها على كل الأمور.
كما يمكنك الاطلاع حول إمكانية المرأة الحامل أو المرضعة القيام بإجراء التصوير بالرنين المغناطيسي من خلال القيام بالنقر على الرابط
التالي.
المصادر المرجعية المستخدمة بالإجابة: