هل يمكنك أن تفسر لي كيف ألّف بيتهوفن أعظم سيمفونياته وهو أصم؟

1 إجابات
profile/أريج-عالية-1
أريج عالية
educational consultant في freelance (٢٠١٨-حالياً)
.
٢٩ ديسمبر ٢٠٢٠
قبل ٤ سنوات
      كان هذا الأمر مبهمًا لي في الصغر، فالمعلومات التي تم إدراجها وتثبيتها في عقولنا أن بيتهوفن أصم منذ الصغر. لكن بعد مشاهدتي فيلم (Copying Beethoven – 2006) ، اكتشفت أن ما تعلمته مغالطة كبيرة.

      كان وضع بيتهوفن جيدًا، من الولادة وحتى سن الـ 26 عامًا، أخذ يسمع أزيزًا وطنينًا في أذنيه. وفي عام 1800 بلغ من العمر 30 عامًا، كتب من فيينا إلى صديق طفولته الطبيب في ذلك الوقت في بون - يقول إنه كان يعاني منذ بعض الوقت: "خلال السنوات الثلاث الماضية ضعف سمعي بشكل مطرد. يمكنني أن أعطيك فكرة عن هذا الصمم الغريب عندما يجب أن أخبرك أنه في المسرح يجب أن أقترب جدًا من الأوركسترا لفهم فناني الأداء، وذلك من المسافة لا أسمع النغمات العالية للآلات وأصوات المطربين ... أحيانًا أيضًا بالكاد أسمع أشخاصًا يتحدثون بهدوء. الصوت الذي يمكنني سماعه صحيح ، لكن ليس الكلمات، ومع ذلك إذا صرخ أي شخص لا أستطيع تحمله."

   هنا بدأت مأساة بيتهوفن المكافح.  يقال أنه كان لا يزال يسمع بعض الكلام والموسيقى حتى عام 1812. ولكن في سن 44، كان شبه أصم تمامًا وغيرقادرعلى سماع الكثير من الأصوات، هذا دمرّه بالتأكيد!.

  لم يتم تفسير سبب حدوث الصمم لبيتهوفن في عمر متأخر نسبيًّا؛ بعض النظريات تبررذلك لإصابته بمرض الزهري، أو إلى التسمم بالرصاص ، أو الإصابة بالتيفوس أو ربما حتى عادته في غمر رأسه في الماء البارد ليبقى مستيقظًا. زعم بيتهوفن ذات مرة أنه عانى من نوبة غضب عام 1798 عندما قاطعه أحدهم في العمل. قال إنه بعد أن سقط ليجد نفسه أصمًا. وفي أوقات أخرى ألقى باللوم على مشاكل الجهاز الهضمي.

  لكن كيف استطاع بيتهوفن تأليف أعظم سيمفونياته وخاصة السيمفونيات الأخيرة؟

  لندرك أن بيتهوفن استمع للموسيقى، وألف نوتاتها وتفاصيلها الدقيقة لثلاثة عقود من حياته، لذلك عرف حركة الآلات وكيفية عملها وشاهد اهتزازات بعضها. زمن الجيد أن صممه بدأ بطيئًا وتدريجيًّا، مما ساعده ودفعه للتعمق أكثر، وتخيّل كيف ستكون مؤلفاته في عقله؛ أي استطاع سماع مؤلفاته هناك في اعماق اللاوعي وعقله الباطن. فكلما ألّف مقطوعة، استذكر الأصوات فيها، وتخيّل صيرورتها هناك في عمق عمق عقله. تذكر مدبرة منزله أنه مع تفاقم فقدان سمعه، كان يجلس على البيانو  ويضع قلمًا في فمه، ويلامس الطرف الآخر منه بموجه الصوت في الآلة ، ليشعر بذبذبة النغمة. كما كان يستعمل بوقًا نحاسيًا ويقربه للبيانو، وفي أحيانٍ أخرى يقرب أذنه من البيانو نفسه عند العزف.

يقترح بعض علماء الموسيقى أنه مع تدهور سمعه ، فضل بيتهوفن العمل على النغمات ذات النطاق المنخفض والمتوسط ​​في مؤلفاته. وبدأ في استخدام النوتات العالية مرة أخرى فقط عندما كان أصم تمامًا ، معتمداً على الذاكرة والخيال. لكن، بالنظر إلى مجموعة النغمات المستخدمة في السمفونية النهائية الكاملة ، يرفض ثيودور ألبريشت، أستاذ علم الموسيقى في جامعة ولاية كينت بولاية أوهايوهذه النظرية: "لا أعتقد أنها صحيحة. بخلاف ذلك ، ماذا تفعل بالبيكولو في السيمفونية التاسعة - هناك بالأعلى - والبضائع المهربة بالأسفل؟ جميع السجلات هناك. كان يسمعهم بأذنه الداخلية. لقد كان مذهلاً ". وهذا بالضرورة قد يرجع الاعتقاد أنه لم يفقد السمع تمامًا في أذنه اليسرى، وبقي بها بعض القدرة الضعيفة جدًا على السمع.

  مهما كان، لازالت سمفونيات بيتهوفن تتموضع في القمة، تلك السيمفونيات التي تلامس القلب، والتي استعان بها العديد من المخرجين، ومؤلفي الموسيقى، وحتى مصممي أفلام الكرتون استعانوا ببعض سيمفونياته فابتدأت العلاقة السامية ما بيني وبين بيتهوفن ساعتها.

يمكنك سماع بعض سيمفونيات أفلام الكرتون المتعلقة ببتهوفين وغيره من خلال الرابط التالي:

المراجع:

  • مستخدم مجهول
  • مستخدم مجهول
قام 4 شخص بتأييد الإجابة